ثمة أشخاص لا طاقة لهم ولا جلد للتحاور والتفاهم، ونجدهم يفورون ويثورون في وجه من يقابلهم أو يختلف معهم بالرأي، على أتفه الأمور ربما نتيجة لرتابة الحياة التي اعتاد عليها هؤلاء، أو نظرا للفراغ القاتل الذي يعانون منه، في هذا المقال سوف أطرح بعض النماذج المثالية والغريبة والطريفة، من حياة بعض الفلاسفة والعلماء والأدباء، وكذلك سأذكر أمثلة أخرى، لعل وعسى أن أوفق، في التخفيف من وتيرة حنق البعض وإضفاء البسمة على شفاههم· الحصيف سقراط كان يؤمن بالجمع ما بين الاختلاء بنفسه والنزول الى الشارع للاختلاط بالناس والاقتراب من همومهم، أما الحكيم أفلاطون، كان يحبذ الاجتماع مع طلبته بعيدا عن العوام، ولذا قام بإنشاء مدرسة خاصة فيه، تطل على بستان أكاديموس، وتلك التسمية المشهورة الآن نسبة لذلك البستان· أرسطو طاليس تلميذ أفلاطون، كان شديد التعلق بالنظر الى السماء، وفي ذات مرة بسبب شرود ذهنه، سقط في قعر البئر! الفيزيائي المعروف أرخميدس، كان يجد ضالته في بيت الخلاء، وفي إحدى المرات وهو بالحمام توصل الى حل لمعضلته الفيزيائية، فخرج الى الشارع عاريا وهو يركض صارخا وجدتها وجدتها! العبقري إسحاق نيوتن مكتشف قانون الجاذبية، توصل الى نظريته وهو جالس تحت الشجرة، يتأمل السماء ويتفكر في الأفلاك، فسقطت عليه التفاحة! الأديب والفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، كان غريب الأطوار، فهو يكره الاستحمام، وكان يقضي صباحه بالكتابة في مقهى فلور الباريسي، ولا يرفع رأسه من كراسته، إلا بعد مضي أربع ساعات! لا شك أن لكل منا نظامه الخاص في الحياة، البعض يرغب باستغلال أغلب وقته في الدواوين، وربما حتى بزوغ الفجر أو طلوع الشمس، البعض الآخر جليس البيت، ولأسباب متعددة، منها فوبيا الاختلاط والاحتكاك بالناس، أو رغبة منه في قضاء أطول وقت ممكن مع أفراد أسرته، أو لشغفه بالاطلاع والقراءة، هناك أشخاص متيمون بالموسيقى، وعندما نذكر الموسيقى، نعني الكلاسيك وليست الموسيقى الصاخبة والمنفرة· حقيقة إن موسيقى الكلاسيك قد استخدمت في المصحات من قبل الخبراء النفسانيين في الغرب لعلاج مرضاهم، فكانت النتيجة مرضية وناجحة، بحكم أنها أسرعت بعلاج المرضى وبنسبة غير متوقعة، وكذلك تم استخدام الموسيقى في هولندا مع الأبقار فكانت النتيجة زيادة في إدرار الحليب، ومن أشهر مؤلفي وعازفي موسيقى الكلاسيك موزارت، بيتهوفن، تشايكوفسكي، فالأول مؤلف وموسيقي نمساوي، ويعتبر من عباقرة الموسيقى وله 22 عملا للأوبرا و41 سمفونية ومن أهمها الأخيرة والمعروفة بجوبتر· والثاني بتهوفن مؤلف موسيقي ألماني، وله الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكية وأول حفلة موسيقية قدمها عندما كان في الثامنة من عمره ولم يؤثر ذلك على إنتاجه بل ازداد، ومن أجمل أعماله الموسيقية الخامسة والسادسة والتاسعة· والثالث تشايكوفسكي أول الموسيقيين الروس كتب سمفونيات رائعة، ومن أشهرها الخامسة والسادسة ومن أعماله البديعة أيضا كسارة البندق وبحيرة البجع والجمال النائم·
القضية الأهوازية
انتقد أحد الكتاب المنفذ البحري الكويتي، في سوء تعامله مع الإخوة الأهوازيين، نحن لا يسعنا إلا أن نشاطر الكاتب فيما ذهب إليه، وكذلك نطالب كل المنافذ الكويتية في حسن تعاملها مع الجميع، بيد أن الذي نختلف فيه مع ذلك الكاتب، عدم تطرقه لحقيقة أوضاع الإخوة الأهوازيين المضطهدين في وطنهم والذي يزخر بالخيرات والنفط، ولا سيما إقليمهم·
freedom@taleea.com |