لماذا أدان المجتمع الدولي عملية أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين وأسر لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية لجندي إسرائيلي؟

هل كان الموقف نابعا من اعتراض مبدئي على هذه الأساليب في حل الصراعات بين الأمم والشعوب؟ أو خوفا من الهيمنة الأمريكية وبطشها لكل من يعارض سياساتها؟ أو إرضاءً لحكومة الإرهاب في إسرائيل؟

أيا كان السبب، فإنني أجد بأن هذا النهج - خطف الجنود الإسرائيليين - هو الطريقة الأنجع لإجبار إسرائيل على القيام بعمليات تبادل للأسرى وعددهم اليوم يبلغ أكثر من عشرة آلاف أسير من العديد من الدول العربية وإليكم الشواهد التي تدعم وجهة نظري·

في هذا العالم الذي يحكم بالقوة لا بالعدل، هناك تاريخ طويل من إجبار إسرائيل علي التفاوض وتبادل الأسرى وبدون أية شروط مذلة· ففي عام 1985، تم الإفراج عن 1150 فلسطينيا مقابل 23 جنديا إسرائيليا، وفي عام 1996م، أفرجت إسرائيل عن الشهيد الشيخ أحمد ياسين مقابل اثنين من عملاء جهاز الموساد اللذين حاولا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وفي عام 1998م تبادل حزب الله ثلاثة لبنانيين ورفات 40 من شهدائه برفات لجندي إسرائيلي· ثم عملية التبادل الكبرى بوساطة ألمانية عام 2004م عندما تبادل حزب الله مع إسرائيل رفات ثلاثة جنود إسرائيليين وعميلا لجهاز الموساد مقابل الإفراج عن 433 أسيرا لبنانيا وفلسطينيا ورفات أكثر من 20 شهيدا من حزب الله·

واليوم، بعد الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان والتي لم تحقق أية نتائج مرجوة في الجانب الإسرائيلي، نجد بأن مشاريع المفاوضات قد بدأت بالظهور علانية لتحقيق عملية تبادل دبلوماسية، يجلس فيها الطرفان ولدى كل منهما أوراقه التفاوضية، لاكما كان يحدث في مفاوضات التسوية المذلة عندما كان الطرف الإسرائيلي الأقوى يملي شروطه المذلة على الطرف الفلسطيني الأعزل والذي لم يكن يجد إلا الإذعان في سلسلة من التنازلات·

بعل فشل عملية السلام والتطبيع، أجد أن شعار المرحلة القادمة من الصراع العربي - الإسرائيلي لن يكون إلا (ما أخذ بالقوة·· لا يسترد إلا بالقوة)·