لا تفغر فاهك دهشة، ولا تقطب جبينك غضبا، فقط افتح عقلك وفكر معي، لقد قدمت الجمعيات الدينية ما يعتبرونه حلا لكل شيء، ورفعوا شعار "الإسلام هو الحل" وهو لعمري قد يكون كلمة حق مارسوا بها الباطل، فمن المصارف الإسلامية وتغيير مسمى الفائدة الى مرابحة الى غسل أدمغة أجيال بأكملها بحجة التغيير وإقامة دولة الخلافة في عصر ازداد انفتاحا وازدادوا هم إغلاقا لعقولهم، ومع ذلك لماذا لم نسمع حلا إسلاميا مبتكرا لمشكلة المرور المزمنة في الكويت؟ أو حتى محاولة للحل تطبيقا لشعارهم الخالد؟ لقد شطح بي التفكير الى ذلك فوجدت أن الحل الإسلامي لمشكلة المرور ممكن باتباع الخطوات الآتية:
أولا: تطبيق الفتوى الشرعية الصادرة من سماحة الشيخ المرحوم عبدالعزيز بن باز والتي حرم فيها قيادة المرأة للسيارة، وبالتالي يتعين على الملتزمين والملتزمات دينهم أن ينفذوا هذه الفتوى بحذافيرها، إذ لا يجوز الأخذ بفتوى وترك أخرى حسب المزاج·
ثانيا: تطبيق الهدي القرآني بأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وإماطة الأذى عن الطريق وإعطاء الطريق حقه وهي كلها قواعد فقهية وتعليمات أتت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الداعية لها وبإسقاط هذه القواعد على أسلوب قيادتهم للسيارة نجد البون شاسعا بين الهدي القرآني والتطبيق الإنساني الذي يحملون لواءه·
ثالثا: طاعة ولي الأمر واجبة وفق الأمر القرآني الكريم "وأطيعوا الله ورسوله وأولوا الأمر منكم" فقواعد السيد وتحديد السرعة والالتزام بالخطوط الأرضية، وعدم استخدام مسارات الطوارىء لا للطوارىء هي كلها أحكام فرضها ولي الأمر والذي وجبت طاعته شرعا، فما بال "الإخوان أو الإخوة أو السلف" تزداد مخالفتهم في المرور جراء كل ما سلف؟
رابعا: "تعاونوا على البر والتقوى"، آية رائعة وراقية، تحث على التعاون ومن أوجه التعاون استخدام سيارة واحدة لنقل مجموعة من الأشخاص يعملون في مكان واحد أو قرب مكان عملهم، وهي وسيلة أخرى من وسائل صلة الرحم، فبدلا من شراء سيارة للابن والابنة والزوجة، يكون الانتقال الجماعي وسيلة لقاء، وطريقا لوصل رحم خلناه انقطع أو كاد من زمن·
خامسا: "لا تسرفوا" كلمة آمرة وردت في القرآن الكريم تحث على التوفير الواقعي، فشراء سيارة أو أكثر أو تغيير الموديل كل عام، أو المباهاة بشراء السيارات للأبناء والبنات هو من قبيل الإسراف الذي نهى عنه الإسلام، وهو بالإضافة الى كونه نزيفا مستمرا للأسرة، إلا أنه في ذات الوقت يمثل هدرا وتكديسا لا مبرر له·
هل نقول أكثر؟ بإمكاننا أن نؤلف كتابا كاملا حول الحل الإسلامي لمشكلة المرور، بل لكل مشكلة، فنحن من المؤمنين فعلا بأن الإسلام هو الحل، ولكن الذي يصعب على الإسلام حله الآن·· هو مسلمو هذا الزمان أنفسهم الذين يأمرون الناس بالبر·· وينسون أنفسهم!!
salhashem@yahoo.com |