إذا كان المجتمع الدولي قد وجد أنه من الضروري تشكيل لجان تحقيق دولية في جرائم ارتكبت في أماكن مختلفة من العالم وإقامة محاكمات دولية لمجرمي الحرب لمحاسبتهم على ممارساتهم غير القانونية واللاإنسانية فإنه من المنطقي أن نطالب بتشكيل لجنة دولية "لها أنياب" حتى إذا لم تكن حادة للتحقيق الواسع الجاد في ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الذي أصبح أقدم استعمار ما زال باقيا على وجه الأرض، والذي لا يبدو أنه يريد أن ينقشع!!
ثاني التساؤلات: ألا تتفقون معي أن العدوان الذي استهدف قطاع عزة بشراسة لم يكن يهدف بالدرجة الأولى لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي أسره رجال المقاومة بل هو جزء من تطبيق خطة حملت اسم خطة "السهم الجنوبي" وضعتها وأقرتها قيادة جيش الاحتلال منذ عدة أشهر وكشف عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وهي خطة تشمل مراحل عدة تبدأ بالقصف وعلميات الاغتيال وضرب البنية التحتية وتشديد الحصار، وتصل الى تقسيم قطاع غزة الى أقسام عدة منفصلة عن بعضها البعض، ويمكن أن تصل الخطة بمراحلها الأخيرة الى إعادة احتلال المناطق التي انسحبت منها قوات الاحتلال من قبل·
أما التساؤلات وأخطرها فهو ما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم 30/6/2006 م وجاء فيه أن شركة استيطانية يهودية مدعومة من الحكومة تقوم بمحاولة تنفيذ أعمال حفريات قرب باب المغاربة في البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة·
وقالت الصحيفة إن الهدف من الحفريات الكشف عن بعض الآثار من قبل قرنين من الزمن بالقرب من باب المغاربة وهذا يعني أن الحفريات ستصل الى المنطقة الواقعة تحت أسوار القدس وقد تمتد الى تحت المسجد الأقصى المبارك، فهل يحق لنا أن نوجه تساؤلا لمنظمة الدولة الإسلامية ولجنة القدس العربية حول الإجراء الواجب اتخاذه حيال هذا الأمر الخطير!!
أما آخر التساؤلات فبعد انضمام مئات اليهود الإسرائيليين الى الحملة الدولية التي انطلقت مؤخراً في بريطانيا وكندا لمقاطعة إسرائيل بسبب سياساتها العنصرية وممارساتها غير القانونية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، فإننا نتساءل عن دور منظمات المجتمع المدني العربية والإسلامية دع عنك الحكومات، من اتخاذ مواقف عملية لتفعيل المقاطعة بشتى أنواعها· |