في العطلة الصيفية كحال معظم أهل الكويت من الذين جبلوا على الترحال ارتأينا نحن كذلك للهجرة القصيرة لبعض أقطار أوروبا الغربية، لا شك أن رحلتنا كانت مثمرة وتخللها شيء من المغامرة، بيد أنها لم تكن كمغامرة أبطال المقاومة اللبنانية كما أطلق عليها بعض المتقاعسين من الذين بهتوا من نتائج الحرب الصهيونية الجائرة على الأشقاء في لبنان الصمود والعزة والشموخ، لم ألتق أو أصادف إنساناً عربياً إلا ووجدته يتفاخر ويتباهى بهذا الإنجاز العظيم للمقاومة، بل راح البعض منهم بتشبيه حسن نصر الله بعمر المختار وجمال عبدالناصر، وثمة من قال لي بأن السيد قد تجاوز حتى عبدالناصر من حيث شعبيته وصيته، كونه استطاع أن يقود حزب الله في تحقيق حلم كان يتمناه كل إنسان عربي ومسلم حر وشريف في تحطيم أسطورة الجيش، الذي لا يقهر·· وتلك هي الحسنة الكبرى لتلك الحرب· بعد العودة إلى أرض وطننا الغالي، لا أخفي عليكم سرا بأنني قد ذهلت من رأي الكثير من كتاب المقال البارزين في تناولهم لأحداث حرب الصهاينة على لبنان الكرامة!! ناهيك عن سخريتهم بقدرات وإمكانات المقاومين وقائدهم، فيا حلاوة الآراء التي طرحوها في قلبهم للحقائق وترديدهم للباطل! الطامة الكبرى حينما يذرف هؤلاء الدموع على الشهداء والدمار!! أمانة يا عيني على إنسانيتكم ومشاعركم المرهفة في تعاطفكم مع 1200 فرد من الشهداء·· بالمناسبة أتساءل هنا ومن حقي السؤال: أين أنتم ممن يقتلون يوميا في فلسطين المحتلة؟ وأين أنتم من العراق الشقيق الذي يقتل فيه شهريا نفس العدد تقريبا من الذين استشهدوا في لبنان جراء أطول حرب خاضها العرب ضد الصهاينة؟ يا سادة لا نصر من دون تضحية وثمن باهظ، أنسيتم أم نذكركم بمجريات الحرب العالمية الثانية وتحديدا القتل والدمار الذي حصل في ستالينغراد ولندن؟ ألم يقف ونستون البريطاني ليعلن عن الانتصار وانهزام النازية· إذا كانت فعلا أفئدتكم تنفطر على الدمار والحجر، فليتكم شجعتم حكومتنا الموقرة في تبرعها للأشقاء بنفس المبلغ أو ضعفه من الذي تم صرفه (للأصدقاء) إزاء إعصار كاترينا، أعتقد "أن الأقربين أولى بالمعروف"· ختاما كفاكم مهاترات وعناد ومكابرة، فقليل من العقل والضمير وكما يقول فيكتور هوجو (لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء) وعليه، فإن البؤساء من أصحاب الأقلام المعقوفة ليسوا بحاجة إلى ذكاء كبير في تبيان من هو المنتصر الحقيقي·
* * *
أربع شهادات على انتصار المقاومة اللبنانية: الشهادة الأولى للأستاذ الدكتور أحمد الخطيب: ما حصل لإسرائيل هو بداية النهاية· (الوطن) الشهادة الثانية للشيخ نايف جابر الأحمد: نصر الله حقق على إسرائيل نصرا رد الكرامة للعرب جميعاً· (الرأي العام)·
الشهادة الثالثة للفنانة جوليا بطرس: إذ قالت لقناتة الجزيرة كلاماً مؤثراً وكبيراً في حق المقاومة وأمينها لدرجة أنه حتى الكافر يؤمن بالنصر·· على فكرة الفنانة جوليا تتبع الديانة المسيحية للطائفة المارونية·
الشهادة الرابعة لوزير الأمن الصهيوني السابق موشي أرنز: إنه لم تكن في تاريخ إسرائيل حرب مثل هذه الحرب، وفي تاريخ حروب إسرائيل لم تكن هزيمة كهذه، أمام عدة آلاف من مقاتلي حزب الله!! (الرأي العام)·
*جزيل الشكر والامتنان إلى كل من سأل أو اتصل متسائلا عن مقالاتنا في صحيفة "الطليعة" الغراء·
freedom@taleea.com |