مستوى الخطاب السياسي وكياسة الرد عليه يقيمان الوضع بالكامل ويحكمان على الأطراف فيه بشكل قاطع ودون الحاجة لدفاع أكثر أو تفنيد أشد، لست اليوم أحاول الدفاع عن الدكتورة معصومة مبارك، فالدكتورة الوزيرة غنية عن الدفاع ولا تحتاج إلى من يفند مواقفها المخصلة، ولكنني أود أن أنظر الى بواعث ما قيل حتى نعرف ونتعرف على نوعية ممثلي الأمة، النائب الطبطبائي يعتبر كل مديح موجه للوزيرة مبارك "مجرد نفاق" وأن كل مميزاتها أن تلعلع في الفضائيات، الوزيرة بالنسبة له امرأة عادية قد تتفوق عليها أي امرأة أخرى وهي فقط محظوظة بالوصول إلى منصبها الحالي بعد أن اختلف الشيعة على اختيار رجل لتولي هذا المنصب ويرى النائب أن لقب المرأة الأولى تستحقه الشيخة بيبي السالم لأنها سليلة وشقيقة وزوجة ومربية أمراء الكويت "القبس الخميس 20/4/2006" إذن نحن ننافق عندما نمدح الوزيرة بينما جملة النائب الأخيرة خالية من النفاق؟؟ السيد النائب لم ينتقص من حق الوزيرة فقط بل من حق الشيخة بيبي السالم الفاضلة هل يرى النائب ان مقياس الجدارة يكون بالأصل والحسب والنسب؟ هل هو يرى أن هذا فقط ما يميز الشيخة بيبي السالم؟ أنا على ثقة أن الشيخة بيبي لها أفضال كثيرة وأعمال تضعها بين نساء الكويت المميزات ولكن أن يضع النائب عائلتها على أنها المقياس الأول والوحيد فإنه بذلك ينتقص من قدرها وقدر كل سيدات الكويت المجتهدات، أما نفاقنا في الفخر بوزيرتنا فقد يكون فات النائب أن يلحظ أن الوزيرة المبارك هي أول كويتية تدخل الوزارة أي أنها دخلت تاريخ الكويت وساهمت في صنعه· الدكتورة المبارك إنسانة تخطئ وتصيب لم يحاول أحد منا أن يقول إنها امرأة خارقة للعادة تطير أو تنظر عبر الحائط مثل سوبرمان، وهي محظوظة بعلمها وفهمها السياسي ولباقتها وديبلوماسيتها التي يفتقدها الكثيرون، إنسانة واعية تدرجت في مناصبها العملية والوظيفية واجتهدت وأخلصت إلى أن وصلت لمنصبها التاريخي وها هي تبدع من حيث كرسيها الجديد فما بواعث هذه التعليقات الحاقدة؟ يبدو لي أن سيادة النائب متأزم من اهتمام الفضائيات بالوزيرة ونقول له إنه بسبب كياستها ودماثة خلقها وخطابها السياسي الراقي والواعي فإنها تتلقى الدعوات، التي ترد منها بكثر ما تقبل، للمشاركة والحديث حتى يستفيد الناس من تجربتها وخبرتها وعلى من يرغب في دعوات من الفضائيات أن يحذو حذوها الديبلوماسي والثقافي وسيرى أن الدعوات ستأتيه وسيكون له الفرصة "للعلعة" ولو أنه مو مقصر في مجلس الأمة، وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن النظر في وجه مقدمة البرنامج بين وقت وآخر من الأساليب الإيجابية عند إجراء اللقاءات والتي تشجع معدي البرامج على استدعاء الضيف أو الضيفة مرات أخرى "على من يرغب في رؤية كيف يتم عمل لقاء كامل دون النظر مرة واحدة في وجه مقدمة البرنامج رؤية مقابلة إقبال الأحمد مع النائب الطبطبائي" وأخيراً نقول للنائب أن يكف عن إثارة "شيعية" الوزيرة فهذا مسمار طائفي في نعش تماسكنا وترابطنا كشعب واحد يالهول تلميح النائب هنا·
الوزيرة ردت أن حق التعبير مكفول للجميع وأنها لن ترد على النائب وتكفيها ثقة حكام البلد "القبس الجمعة 21/4/2006" فيا للفرق بين الخطابين، دكتورة معصومة خطؤك ليس في أدائك الراقي وليس في مقابلاتك الرائعة في الفضائيات وليس حتى في شيعيتك خطؤك أنك امرأة تركت الغسيل والطبيخ المنزلي ودخلت المطبخ السياسي، امرأة وياللمصيبة تساعد في بناء البلد وصنع القرار وهذا في عرف النائب إثم ولأنه ما يبي يقولها بصريح العبارة يتهمك بأنك عادية ولك مقابلات كثيرة على الفضائيات وأنك لست من عائلة حاكمة، وعلى قولة إخواننا المصريين "ملاقوش عيب في الورد قالوا له يا أحمر الخدين" تحية سلام لخطابك الراقي وحبك لبلدك وحمايتك الدائمة له من الخلاف والاختلاف·
ebtehalahmad@hotmail.com |