عرفت أنني شيعية في نهاية المرحلة المتوسطة من دراستي، وجاءت هذه المعرفة إثر تجربة أليمة من سؤال من مدرسة الدين عن مذهبي أثار جدلا ونقاشا آلم طفولتي، عند عودتي للبيت بكيت لوالدي ولمته على عدم معرفتي بمذهبي فسألني "ألا تعرفين القصة التاريخية لما حدث بعد وفاة الرسول؟" قلت نعم، قال "ألا تعرفين قصة آل البيت ومعنى العشر الأوائل من محرم؟" قلت نعم، قال "إذن حكيت لك ولكن لم أضع عليك "ليبل" فما هي المشكلة؟" نعم، عرفت نفسي طوال حياتي ككويتية أولا، الى أن أتت علينا "الليبلات" فقسمت وفرقت، أنا أقدر محاولة النائب وليد الطبطبائي الحد من استعار نار الطائفية "سواء كانت محاولة مخلصة أو صورية" حيث أعلن ويريد الجميع أن يعلنوا أنهم يحبون بعضهم، فهو يقول أنا سني وأحب الشيعة ويطلب من الشيعة أن يعلنوها للسنة كذلك، هنا يجب التأكيد على أن الحب هنا في الواقع ليس مهما، نعم حب الشيعة للسنة أو السنة للشيعة ليس مهما، المسألة ليست معنية بالحب بل باحترام حريات الناس في عقائدهم، الرسالة التي يجب أن نطلقها والتي قد يختلف معي حول محتواها السيد النائب يجب أن تدعو لحب جميع البشر، فالخير يعم عندما نحب بعضنا لأننا بشر نشترك في إنسانيتنا وحبنا للحياة·
إن واقعنا البشري يقول إننا كلنا عنصريون، كل إنسان منا له اتجاه يؤمن بصحته فوق غيره، كلنا نطلق نظرة تقليل على بعض الغير قد تكون طبقية، اجتماعية، عرقية، أو غيرها، فمن غير الممكن أن ننفي تراكم هذه البكتيريات الحسية والنفسية من عقولنا، إلا أنه ليس المهم تواجدها، فبالرغم من أهمية المحاولات المستمرة للقضاء عليها، إلا أن هذه المحاولات لن تنهيها تماما، وعليه فالمهم هو كيف نتعامل مع عنصرياتنا المختلفة وكيف نتحكم فيها، فبالرغم من حلاوة شعار الحب الذي يتكلم عنه الطبطبائي والذي كنت أتمنى لو أنه مده ليشمل البشر من كل الديانات المختلفة وليس فقط مسلمين شيعة وسنة، إلا أن السيد النائب العضو في لجنة حقوق الإنسان ليس مطالبا بهذا الحب للناس بل بالحب العقلي المطلق لحرياتهم والتقديس الشامل لحقوقهم في اتخاذ العقيدة التي تجد طريقها الى قلوبهم وعقولهم· الحب المشاعري حالة إنسانية وجدانية قد لا يكون للإنسان تحكم فيها وعليها، إذن لا نستطيع أن نطالب الكل بحب الكل، ولكننا نستطيع أن نطالب وبقوة باحترام الكل للكل· لا أريد حبا يشفق ويحسن، بل أريد اعترافا بحقوق كل البشر وبحرياتهم يضمن لي، أيا كان اتجاهي، أمني وسلمي وحرية كلمتي وممارسة عقيدتي ومعتقدي· يعني، من غير المهم أن يحب أو يكره السيد النائب المسيحيين مثلا، ولكنه ملزم باحترام رغبتهم التي لا تقل أهمية عن رغبة المسلمين وحقهم في بناء دور عبادة لهم، لا أريد من النائب أن يحب الشيعة بالضرورة، ولكن أن يقدر مثلا أنه عندما يدفع لتطبيق الشريعة الإسلامية "والتي ستكون ذات منحى أوحد حسب وجهة نظره" فهؤلاء الشيعة لن يكونوا قادرين على العيش بمظلة المذهب الذي يؤمنون به طالما الدولة وضعت غيره قانونا دينيا أوحد للجميع· الحب ليس مقياسا، ليس أداة، وليس حكما، الحب شعور قد يقوى وقد يزول، وما يجب أن يحكم علاقاتنا كبشر ليس حبا فقط، بل احتراما لاختلافاتنا وتقديسا لحرياتنا وبعدها، لا بأس إن كان الاحترام والتقديس مقرونين بالحب·
أضم صوتي لصوت أستاذي عبداللطيف الدعيج، بالرغم من أنني لست صحافية ولا نائبة في البرلمان، في سؤال السيد وزير المالية عن مديونية الحكومة لمؤسسة التأمينات الاجتماعية، فأنا لست صاحبة أملاك ولا يحزنون، فإذا أفلست مؤسسة التأمينات، سأجلس وأسرتي على الحديدة، هذا إذا لم نضطر لبيعها! أستاذ عبداللطيف، أدرك أن صوتي لا يصل، ولكن يشرفني أن أهمس به بجانب صوتك الجهوري طالما أن "المهمين" لا يستجيبون·
هل قانون المطبوعات "منة" من الحكومة حتى نتهدد أن أي محاولة للتغيير أو التعديل ستؤدي إلى نسفه تماما؟ "خلاص، بلاش قانون ولا يحزنون، ما دام الكاتب أبو لسان طويل سيسجن على أي حال مع القانون الجديد، شنو الفايدة؟!!"· |