بينما كانت أنظار المجتمع الدولي متوجهة خلال الفترة الأخيرة على الانتخابات الإسرائيلية ومتابعة تداعيات فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية، حدثت جملة من الأحداث على أرض الواقع، لم تلاق منها حقها بالاهتمام والمتابعة لتجاهل أغلب وسائل الإعلام لها·
وفي الأسطر التالية، نستعرض أهم الأحداث التي يحق أن نطلق عليها (الوجه الآخر)·
بدأت الحكومة الإسرائيلية تنفيذ خطتها الرامية لرسم الحدود الدائمة لدولة إسرائيل حيث فرضت جملة من القيود والحواجز على مناطق عديدة في الضفة الغربية مما تسبب بنشوء عشرات الجيوب المغلقة والمعزولة وأدت إلى تقطيع الضفة إلى ثلاث مناطق تمنع تواصل الفلسطينيين ما بين القدس وغور الأردن ورام الله·
وتهدف الخطة التي بدأت بهدوء قبل نحو عام الى إنشاء وضع يتم فيه تقطيع الضفة بشكل أفقي بواسطة حواجز عسكرية رئيسية تعيق حركة الفلسطينيين بسهولة بين المدن والقرى· وفي السياق نفسه، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية في تصريحات نشرتها الصحافة يوم 3/24 أنها ترى إمكانية قيام دولة فلسطينية ولكن حدودها (ستكون وفق ما ستمليه إسرائيل على الفلسطينيين من دون إلغاء خياراتها العسكرية في المستقبل في حال الحاجة للدفاع عن أمنها)·
أما بالنسبة إلى جدار الفصل العنصري، فقد صعدت السلطات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة من وتيرة تشييده حيث قامت بإخلاء العديد من السكان من منازلهم وشرعت بتهديمها لإقامة الحواجز الإسمنتية الضخمة، كما قامت قوات الاحتلال قبل أيام باستخدام القوة المفرطة في التعامل مع مظاهرات سلمية قام بها الفلسطينيون احتجاجا على الجدار المرفوض إنسانيا وقانونيا، ولقد نقلت وسائل الإعلام العالمية صورا مروعة للضرب المبرح الذي تعرض له الشيوخ والنساء والأطفال العزل على يد قوات الاحتلال·
هذا هو الوجه الآخر للأحداث الدامية في فلسطين المحتلة· فهل مدة الأحداث غير ذات أهمية لدينا أم أننا اعتدنا على هكذا أخبار؟!!· |