في إحدى النشرات التي انتشرت مؤخرا لتوزع مع الصحف أو بشكل منفرد ولا أعلم من يمولها أو من يقف وراءها، ورد موضوع خلافي بين المذهبين، وأنا لا أعلم لمصلحة من يتم نشر المواضيع الخلافية التي توزع على كل البيوت في الكويت وفي الكثير من المساجد أيضا، على أي حال فقد استفز هذا الموضوع الخلافي أحد أبناء الطائفة التي تم الإشارة إليها من خلال هذه النشرة ليجري على إثر ما قرأه اتصالا بالرقم الوارد في النشرة ليستفسر عما ورد·
ولم يكن من المتصل إلا أن يتوجه الى أحد المخافر ليبلغ عما حصل معه وتلقيه الشتائم من صاحب المنشور، وما كان من المسؤول بالمخفر إلا الاتصال بالرقم المنشور والاستفسار عما حدث، فلم يكن من المستقبل إلا أن قال له: "نعم قلت له ذلك ولكن بعد أن سب الرسول!" وهذا ما لم يحدث بالطبع بل هو تبرير لما قاله المستقبل، حينها حاول المسؤول بالمخفر ثني المشتكي عن قراره بالشكوى قائلا: إن المستقبل تبدو عليه علامات الجنون أو بالعامية "مو صاحي" وقد طلب منه التنازل حتى لا يأخذ الموضوع منحى آخر وقد اقتنع المشتكي بكلام المسؤول وأنهى الأمر·
وأنا لست هنا لأقف مع جهة ضد الأخرى، بل إن ما أكتبه ما هو إلا رد فعل على الصدمة التي أصابتني وأنا أسمع هذا الكلام المدعم بالأدلة ولدي جميع الأسماء المتعلقة بهذا الموضوع لكنني لن أذكرها·
إن ما أريد الوصول إليه من خلال هذا المقال هو باختصار شديد الى متى يستمر إشعال الفتن بين أبناء الشعب الواحد من قبل البعض؟ هذا البعض الذي يرغب لسبب أو لآخر بزرع الشقاف في صفوفنا، إننا أمام أزمة حقيقية إذا ما تم السكوت عن مثل هذه التصرفات، فبعض المتطرفين من المذهبين يسعون لخلق فتن كهذه·
وأنا لا أستطيع الى الآن أن أفهم أين الضرر في أن يعتنق الفرد مذهبا ما، ولماذا يشكل هذا الموضوع حساسية لدى البعض في المذهب الآخر، فكل حر في تصرفاته واعتقاده وهذا ما كفله الدين وهذا ما كفله الدستور أيضا·
"الكل يتحمل المسؤولية" هذه الجملة التي أكررها مرارا في جميع مقالاتي، فما زال بعض الناس يطالب بوجود وزراء شيعة أو وجود وزراء سلف أو إخوان بدلا من أن يطالبوا بوجود وزراء إصلاح يخدمون هذا الوطن حتى وإن كانوا يعتنقون المسيحية، فالوطن هو ما يجمعنا جميعا من سنة وشيعة وقبائل وحضر ومسيحيين ومختلف الفئات، فلماذا نعشق أن نفرق أنفسنا بأنفسنا؟ كفاكم عبثا بالكويت يا بشر كفاكم·
a_m_khajah@hotmail.com |