نتذكر قبل سنوات حكاية ذلك الصحافي الكويتي الذي قيل عنه إنه قد زار الكيان الغاصب! وكذلك ترد على أذهاننا بعض الأقاويل التي دارت حول أحد رجال الأعمال الكويتيين عن زيارته للكيان المحتل! وعلاوة على ذلك، يقال إن ذلك التاجر كان يضع صورة كبيرة للمجرم بيريز في باحة منزله! والأنكى من كل ذلك، عندما اغتيل رابين السفاح على يد أحد اليهود المتطرفين، قام ذلك الشخص بوضع ستين شمعة ونيّف فوق سور منزله، كنوع من المواساة والتعاطف مع رابين السفاح!
في شهر فبراير المنصرم من هذا العام، كانت هناك فرقعة مشابهة للتي أثارها مؤخرا وزير الخارجية الصهيوني شالوم، حول تطبيع العلاقات مع دول الخليج، إذ قال إن دولة الجزائر بصدد تطبيع العلاقات مع الكيان المصطنع! إلا أن المسؤولين في القطر الجزائري قد فندوا تلك الفرية، وفضلا عن ذلك قالوا، إن بلدا مثل الجزائر قدم مليون شهيد من أجل تحريره من نير الاستعمار الفرنسي، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل أو يرضخ للتطبيع مع العدو الصهيوني·
المتابع لتلك الأقاويل والتصريحات خلال السنوات التي مضت وأخيرا على لسان وزير الخارجية الصهيوني، يستشف أن الهدف الرئيس من ورائها، كسر حاجز التوجس من الصهاينة وإضافة الى ذلك جس نبض الشارع العربي والإسلامي وردود أفعاله إزاءها· وإذا افترضنا أن ما صرح به شالوم صحيح حول زيارة بعض رجال الأعمال من الكويتيين لفلسطين المحتلة، وأيضا ذهاب البعض الآخر من أجل العلاج هناك، نتساءل: لماذا يذهب هؤلاء في السر؟ وهل ضاقت بهم الأرض ذرعا حتى يتوجهوا الى أعداء الأمة؟ عار وخيانة الى من دنت همته في زيارة من تلطخت يداه الآثمة بقتل الأشقاء الفلسطينيين وهدم بيوتهم الآمنة فوق رؤوسهم·
المضحك والمبكي في الآن نفسه، حينما يطلب المدعو شالوم دول المنطقة للاستثمار في مجالات البيئة والزراعة مع كيانه المفروض! نقول نظافة ونقاوة البيئة في فلسطين المحتلة ودول المنطقة تتأتى عندما يغادرها آخر صهيوني جاثم على الأراضي المحتلة· أما على صعيد الزراعة، ألا يكفي العطب الذي أصاب أراضي الدول العربية المجاورة لكم من خلال منتجاتكم وبذوركم المعالجة والمسرطنة! واقع وحقيقة هذا الكيان الهلامي أنه لولا الهبات والمعونات الأمريكية والغربية لاضمحل وانتهى، فكيف يجرؤ البعض من أبناء جلدتنا على إنقاذهم، ولاسيما بعد سقوطهم الذريع في غزة المحررة؟!
"الرأي العام" بعد قناة الجزيرة
ألا يكفينا خزعبلات قناة الجزيرة في ترويجها وتلميعها للمسؤولين الصهاينة، حتى تخرج علينا جريدة "الرأي العام" بذلك اللقاء المشؤوم مع المدعو شالوم؟!
الدكتور نطق أخيرا
بعد أن صمت الدكتور عبدالمحسن جمال طويلا، قالها وبصريح العبارة: إن القاعدة والطالبانيين يقومان بأعمال مشينة كقتل الأبرياء وتفجير المساجد والحسينيات وآخرها تهريب المخدرات والسموم لقتل الناس بها، نتمنى أن يأتي اليوم الذي نسمع فيه رأي الدكتور وبكل صراحة، في ذلك النظام المتلبس برداء الدين·
freedom@taleea.com |