وبكل صراحة أقولها للسلطتين التنفيذية والتشريعية اللتين لم نجد منهما أي فائدة أو صناعة سوى الكلام خصوصا في الفصل التشريعي الحالي، فلا إنجازات ولا تقدم ولا تطور وبعثرة للأموال شمالا ويمينا فتارة زيادة عشوائية للرواتب والأخرى إسقاط الفواتير إضافة الى المعونات غير المدروسة لكل من يطلب الأموال من الخارج وكل ذلك على حساب التنمية والإعمار في هذا البلد·

لعل السبب الرئيسي وراء مقالي هذا هو الألم الذي أصابني كما أصاب جميع الكويتيين بعد نكسات رياضتنا الكويتية المتتالية، هذا الألم الذي أصبح سمة أساسية في نبرات ومحيا كل من يتكلم عن الرياضة في الكويت، وعلى الرغم من هذا الحزن والضيق فإن الحكومة والمجلس يقفان موقف المتفرج دون أن يكترثوا بمشاعر الشعب وآهاته، هذا الشعب الذي بات يلقي باللائمة على من تتلقفه آذانه من أسماء في الجهاز الرياضي كلاعبين أو إداريين دون أن يعلم هذا الشعب المسكين بأن أفضل الرياضيين في العالم لن يستطيعوا فعل شيء في ظل الإمكانات الهشة الموجودة لدى جهازنا الرياضي·

ونحن ومنذ سنوات عدة نسمع من "اللي ما منهم فايدة" غير الوعيد بحل المشاكل دون أي جدوى، انظروا ماذا كنا وكيف أصبحنا؟ فما زلنا نتفاخر بأمجاد الماضي البعيد وما زلنا نكرر الأسماء نفسها اللامعة منذ ثلاثين عاما وكأننا أصبحنا عاجزين عن العطاء وإبراز المواهب على الرغم من زيادة عدد السكان بشكل كبير إذا ما قورنت بما قبل 30 عاما·

فها هي الحكومة لما أرادت أن تمرر حقوق المرأة السياسية قدمت الكثير من التنازلات لكي يمر القانون ولعل أبرزها ما رافق جلسة المرأة من إقرار لزيادة الرواتب بمعدل لم تكن الحكومة راضية عنه إلا أنها وافقت على الزيادة لتمرير قانون المرأة وهذا ما يبين أن الحكومة إذا ما أرادت شيئا وفي هذا الفصل التشريعي بالذات فلن يعرقلها أي حاجز، كما أن المجلس الذي لا يحمل هما غير الاستجوابات سواء كانت منطقية أم انتقامية إذا ما تلاحم في قضايا من المستحيل أن تكون محل اختلاف لأي توجه سياسي كقضية الرياضة فستحل هذه القضية التي أحزنت شعبنا العزيز كثيرا، ولكن لا حياة لمن تنادي، فمجلس مذل كهذا وحكومة كتلك لا يجدي معهما أي كلام فهما لا يكترثان بشيء أبدا، وليعذرني بعض أعضاء المجلس والحكومة المخلصين والعاملين بجد إلا أنهم قلة غلبتهم كثرة السيئين·

ولعل أكثر ما يصيب القلب حرقة هو أن الإمكانات متوفرة بين أيدينا، فالعنصر المادي موجود، ولله الحمد والشكر، مما يمكننا إذا أردنا أن نساير حتى الدول العظمى في جانب الرياضة، كما أن الإمكانات البشرية متوافرة أيضا فالبيئة التي أوجدت الدخيل والعنبري والمرعب وكميل وسمير سعيد قادرة على إيجاد مثلهم أو أفضل منهم كذلك، فمتى يا ترى أستطيع أن أكتب مقالا بعنوان "الحكومة - المجلس منكم فايدة"·

a_m_khajah@hotmail.com