انتقدت منظمة أمريكية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في نيوجرسي تضم ناشطين من أجل تحرير فلسطين، التقديم الإعلامي الذي انخرطت فيه وسائط إعلام أمريكية، وكذلك الحكومة الأمريكية، لخطوة "فك الارتباط" مع غزة، وأظهرت فيه كما لو أن هذه الخطوة إكرامية مدهشة قدمها المحتلون الصهاينة للفلسطينيين، وكما لو أنها ستحرر فلسطينيي غزة من الاحتلال·
هذه الخطوة، كما قال بيان تضامنية نيوجرسي، لم تكن سوى ترويج لأسطورة ترسخ صورة زائفة عن الوضع الفعلي في غزة، وتعتم على الواقع القائم، واقع فلسطينيي القطاع، حيث إن %80 منهم هم من اللاجئين الذين يستمر التنكر لحقهم في العودة الى بيوتهم وأراضيهم، كما يتم التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بمجمله·
وأعادت التضامنية الى الأذهان حقيقة أن "فك الارتباط" مع غزة إنما يمثل قدرة المقاومة الفلسطينية على إثارة أزمة في القيادة الصهيونية، فهي دليل على أنه رغم مرور 57 عاما على الهجوم على الوجود الفلسطيني الوطني، مازال هذا الشعب يواصل مقاومته من أجل التحرير والعودة·
كما ذكرت بأن مقاومة غزة استمرت رغم أكثر الهجمات التي شنت على سكانها وحشية، بما فيها من هدم للبيوت، وقصف بالطائرات، واجتياح عسكري، وجعلت من الصعب على الصهاينة تبرير استمرار وجود المستعمرين غير الشرعيين في غزة، حتى أمام أنفسهم، وقالت التضامنية إن استعمار فلسطين لم يكن شرعيا في أي يوم من الأيام، بل هو استعمار يتعارض مع كل المعايير الإنسانية والحقوق الوطنية والقانون الدولي، ولم يكن مستعمرو غزة سوى جزء من استعمار شامل غير شرعي لفلسطين·
بالطبع رحبت التضامنية بأي نوع من الانسحاب أو التراجع الصهيوني باعتباره إنجازا للمقاومة، ولكنها رأت في خلق أسطورة "فك الارتباط" وما أحاطها به الإعلام الأمريكي المتأثر بالمؤسسات الصهيونية، ذريعة لشكل جديد من أشكال تطويق وعزل غزة جملة بجدار هائل يبقى على السيطرة الصهيونية على السماء والحدود وعلاقات غزة بالعالم الخارجي، وهدم المزيد من بيوت الفلسطينيين لإقامة "منطقة محايدة" يسيطر عليهاالصهاينة وتعزل الفلسطينيين عن مصر، وتحتكر الوصول الى المياه والوقود والموارد الطبيعية، وتوقعت التضامنية أن تطوق القوات العسكرية الصهيونية حدود غزة، وتظل مستعدة للهجوم في أي وقت في محاولة أخري لإخماد المقاومة الفلسطينية، ولكن هذه المرة من دون وجود المستوطنين الصهاينة، ومواصلة الحرب الوحشية على الشعب الفلسطيني، وهكذا فإن "فك الارتباط" مع غزة بدل أن يكون خطوة نحو "السلام" سيكون محاولة أخرى لإيجاد "تهدئة" تفرض ما يسمى بالتسوية على الشعب الفلسطيني تحرمه من حقوقه الوطنية الأساسية في كل فلسطين التاريخية: حقوق اللاجئين في أراضيهم المحتلة منذ العام 1948، وحقوق سكان الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ العام 1967·
المخطط الإرهابي الصهيوني لم يتوقف إذن، كما تقول التضامنية، ومازال الرأي العام الدولي، والأمريكي بخاصة، يقصف بصور تثير التعاطف مع المستعمرين غير الشرعيين في غزة، وتستعد الولايات المتحدة الأمريكية لتخصيص بلايين الدولارات من جيوب دافع الضرائب الأمريكي يوزع على كل فرد من هؤلاء المستعمرين لنقلهم الى مستعمرات غير شرعية جديدة في الضفة الفلسطينية أو على مناطق فلسطين المحتلة في العام 1948، وفي وقت يعاني فيه غالبية الأمريكيين من مساكن غير مريحة، ومن الحاجة الى العناية الصحية والتعليم، يطالبون بتمويل استعمار الأرض الفلسطينية المتواصل ودفع مكافآت للصوص الأرض الفلسطينية، وتشجيعهم على سرقة المزيد من أراضي الفلسطينيين· |