نبارك لإخواننا في فلسطين المحتلة حصادهم لثمار مقاومتهم وجهادهم الممتد على مدى العقود الخمسة الماضية وذلك بتحقيقهم أولى خطوات تحرير كامل التراب المحتل عندما استطاعوا - وبفعل المقاومة ولا شيء غيرها - من طرد الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة·
ويأتي هذا النصر العظيم ليتوج الانتصار الأول لنهج المقاومة الذي خطه أبطال ومقاومي حزب الله اللبناني عندما استطاعوا طرد المحتل الإسرائيلي من جنوب لبنان قبل خمسة أعوام وبنفس الطريقة والنهج وبدون تقديم أية تنازلات مؤلمة·
ولنا في هذه المناسبة العظيمة وقفات سريعة نوجزها بالنقاط التالية:
- لقد ثبت بصورة قطعية بأن نهج المقاومة هو الأسلوب الوحيد القادر على هزيمة المشروع الصهيوني في المنطقة وأن نهج التسوية والجلوس خلف طاولة المفاوضات لم يعد على العرب سوى بالمزيد من المذلة والهوان - ومن المناسب التذكير في أيام الانتصار هذه بما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المجلس التشريعي في 9/8/2005م بأن صواريخ المقاومة هي التي قتلت الفلسطينيين ودمرت منازلهم، ونرد عليه بالقول: بل هي التي حررت أرضهم وأذلت أعداءهم·
- أثبت هذا الانتصار الذي خطته دماء آلاف الشهداء بأنه لا أمل لدينا بالاعتماد على الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الأمن الدولي وأن الجلوس على عتبات البيت الأبيض الأمريكي لم يعد علينا إلا بمزيد من التنازلات خصوصا بعد انكشاف القناع بصورة كاملة عن إدارة الرئيس جورج بوش وانحيازها للجانب الإسرائيلي·
- وكما أن علينا أن نعيش حالة الانتصار بكل صورها وأن لا نعتبر ما جرى بأنه مجرد انسحاب أحادي الجانب أو إعادة انتشار فإننا يجب أن لا نستكين ونكتفي بهذا القدر من الأرض المحررة لأن حكومة شارون أعلنت في الأيام الماضية بأنه لا مجال للحديث عن انسحاب من الضفة الغربية أو عودة مدينة القدس للسيادة العربية وأنه من المستحيل الحديث عن عودة اللاجئين· وبقناعتي، أن المقاومة فقط هي القادرة على إجبار العدو على تغيير خطابة على أرض الواقع·
ختاما، نهنىء أمتنا بهذا الانتصار العظيم الذي جاء مصداقا لقوله تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)· |