لا يخفى على حضراتكم مدى التراجع الى الخلف الذي نعيشه في بلدنا المسكين الكويت دانة الخليج سابقا منذ سنين (ليتها تعود يوما)·
ولا يخفى عليكم مدى التطور والرقي والإبداع عند الآخرين في شتى المجالات السياسية كانت أو ما شابه أو ما خالف ذلك من مجالات اقتصادية واجتماعية ورياضية حتى ثقافية أي باختصار (الشين عندنا والزين حوالينا)·
لماذا نتراجع والبقية تتقدم نحو التطور والرقي والإبداع في أي نوع من أنواع وأصناف المجالات المختلفة؟! الإجابة واضحة وضوح الشمس· فعندنا يوجد الكثير من الأمراض والفيروسات المتواجد والمتحاشية معنا ونحن نراها ولا نستطيع قمعها أو حتى محاربتها والأعمال الفسادية تعتبر من أعظم منتجاتها·
تراجعنا كثيرا في الممارسة السياسية الشعبية وأصبح برلماننا مجرد قبة يهوى أعضاؤها الصراخ والتكسب الإعلامي بكافة أطيافه سواء كانت إذاعة أم تلفزيونا أم صحفا محلية أم خارجية، ويزداد تحت هذه القبة الفساد العلني الذي يجرح المصلحة الوطنية العامة التي تعود بالمنفعة الشاملة على مجتمعنا وأطيافه بكافة مجالاته· وتحت هذه القبة تظهر المصالح الشخصية وكيف يتناحر أغلب هؤلاء النواب من أجل الحصول على مكاسب المصلحة الخاصة التي ينطلق منها هؤلاء وبعد هذا يستغرب أبناء هذا الشعب من تراجعنا وتقدم الآخرين في شتى المجالات خاصة من الدول التي تجاورنا·
إن كان بعض من يمثل الأمة يهوى المصلحة الفردية ومعطياتها ولا يرغب في إصلاح البلاد بكل أطيافها، وإن كان بعض نواب هذه الأمة هم غمة هذه الأمة ولا يشاركون في إزالة همومها ولا يضعون حلا لمشاكلها لكي نبدأ ونخطو نحو الرقي والإبداع والتطوير، فعلى هذه الأمة السلام مع ممثليها الذين سلموا رقبتها الى حبل المشنقة·
آخر "نكت" الصيف:
الحكومة تريد أن تطهر مؤسساتها وأجهزة الدولة من وباء الفساد وتنتظر جهاز خدمة المواطن ليرفع تقاريره الى مجلس الوزراء لكي تقوم حكومة الإصلاح بوضع خطط الإصلاح لإنهاء الفساد والقضاء عليه!!
بالمختصر المفيد جهاز خدمة المواطن وضع لخدمة نواب الخدمات الذين يخدمون المواطن عن طريق خرق اللوائح والقوانين وقيم المساواة والعدالة بين أبناء الشعب الواحد الذين وضعهم الدستور على كف المساواة، هذا الدستور المجيد المعطل من رؤساء السلطات بأنواعها·
من الجميل أن يسعى الإنسان والأجهزة والسلطات من أجل القضاء على الفساد وقيام عملية الإصلاح من أجل النهضة ولكن من الصعب أن يصلح الفاسد فساد الآخرين قبل أن يصلح فساد نفسه·
كيف نتقـــدم والمــرأة مجهـــولة في مؤسسات المجتمع ودورها مقتصر على بعض الأعمال؟ وكيف نتقــدم ونحن لا نملك حكومة لها جدول إصلاحي وأجندة على طاولة وخطوات الإصلاح؟ وكيف نتقدم والاقتصاد والعمل الاقتصادي يُحتكر على شركة عائلة أو عائلتين على الأكثر؟ وكيف نتقدم ومازلنا نعشق البيروقراطية الإجرائىة الروتينية التي تجعل المستثمر المحــلي قبل الأجــنبي يفر للعمــل في البلدان المجــاورة؟ وكيف نتقدم ولا نملك سلطة تشريعية تفضل المصلحة العامة على المصلحة الشخصية؟ وكيـف نتقدم وشراء الذمم والأصوات وقيام الانتخابات الفرعية الطائفية التي تتفشى في البلاد بـ "واسطة" الضوء الأخضر من قبل وزارة الداخلية وبتوصيات من حكومة الإصــلاح كــي تنتج لنا نوابا "بصامة" يسيرون وفق رغبات الحكومة؟! وكيف نتقدم ومازلنا نرى الرياضة مجرد هواية ولا نراها حقلا من الحقول والمكتسبات الوطنية أســوة بالبترول والاقتصاد· يجب الاهتمام بها لرفع علم الكويت خفاقا في المحافل الدولية؟ وبالنهاية نقول بأعلى أصواتنا إذا استمر هذا الوضع فمن الطبيعي (لن نتقدم)·
qalamee@taleea.com |