يبدو أن أحداث 11 سبتمبر كشفت لنا عن شبكة إرهابية كبيرة ومتجذرة لها أعشاش في الكثير من الدول العربية والإسلامية وبالذات في بعض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كان الأمن غافلا عنها، أو نائم عن نشاطها·· ومخططاتها·· ومخاطرها·· وثقافتها الإرهابية، وقد أصبح اليوم من علم المؤكد هشاشة الأمن في ديارنا، حيث كان الإرهابيون يعيشون تحت أبصارنا ومسامعنا ولم يكتشف رجال الأمن والسياسة مخططاتهم الهادفة إلى العنف والإرهاب، إلا بعد أن جاء الفاس بالرأس·
بل كان بعض رجال الأمن لا يكلفون أنفسهم حتى بإعطاء الأوامر للجهات المعنية لديهم لدراسة أبعاد ما يسمى (عرب الأفغان) ومعرفة دوافعهم “الجهادية” وحلمهم السلاح كان ضد من؟ ومن أجل من يتدربون على حمل السلاح··؟ خصوصاً بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان!!
إلى أن جاء 11 سبتمبر بأحداثه المؤلمة التي هزت العالم برمته وأعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب، وكشفت لنا منهم الإرهابيون، ولم نحرك ساكناً إلا بعد أن كشف لنا الإرهاب عن نفسه في أثناء تصعيد حربه مع أمريكا منطلقاً من أراضينا العربية والإسلامية·
بل بعد أن اكتشفنا أن للإرهاب أعشاشاً في أحضاننا الدافئة يعمل بها ومنها ينطلق بالمال والرجال، وهذا ما حدث فعلاً باليمن والكويت، وإندونيسيا ولبنان والسعودية·· وغيرها·
نحن هنا لم نذكر العدوان الإسرائيلي على فلسطين وما يفعله شباب ورجال الانتفاضة حتى لا يختلط الموضوع بين الحركات الوطنية التحررية والإرهاب، لذلك نقول إن أي جهاد في ديارنا العربية والإسلامية التي تعيش حالة حرب يعتبر إرهاباً قذراً باستهدافه المدنيين، فضلاً عن ذلك نحن ضد الإرهاب الذي يروع أبناءنا وأطفالنا وأمتنا ويدمر اقتصادنا·· وإسلامنا·· وسمعتنا·· في الخارج·
لذلك نطالب رجال الأمن بمزيد من اليقظة، وأن يتعقبوا الإرهاب ويكشفوا أوكاره، حتى لو تطلب الأمر التعاون مع الشيطان وليس أمريكا فحسب وذلك من أجل أمن أمتنا العربية والإسلامية· |