| كلما ازداد اشتداد الصراع بين العرب والمسلمين ضد الصهاينة وأعوانهم اتضح الفهم العميق للمرحوم الإمام آية الله الخميني حين اختار آخر جمعة من شهر رمضان لتكون يوما مخصصا لمدينة القدس يحتفل بها المسلمون ليواصلوا دعم ومساندة هذه المدينة المقدسة وخاصة محاولة اليهود والنصارى الاستيلاء على هذه المدينة وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل كما تقوم بذلك منذ مدة ويساندها الكونغرس الأمريكي الذي أصدر قانونا بذلك·
ومن هنا فإن إبراز يوم القدس وقيام المسلمين بتسليط الضوء على هذه المدينة الإسلامية التي تحتضن المسجد الأقصى ومسرى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وهاهي اليوم تحتضن الانتفاضة الباسلة التي يواصل بها الفلسطينيون المدنيون أشرف مقاومة للاحتلال في هذا العصر خاصة وأنهم يواجهون بصدورهم العارية وبسلاح الحجارة أعتى وأبطش جيش مسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية التي تقدم لهم غالبا بالمجان، فيسجلون أروع آيات البطولة والفداء وذلك بتقديمهم أطفالهم الصغار وأبناءهم قرابين فداء لحماية مقدسات الأمة وتراثها الإسلامي·
وأهمية يوم القدس العالمي أن هذا اليوم الذي يواصل المسلمون إحياء ذكراه سنويا دليل على ارتباط الأمة الإسلامية بهذا الموقع المقدس وضرورة الدفاع عنه بالغالي والنفيس وهذا ما يفعله الشباب الفلسطيني اليوم·
وتأتي اللمحة الذكية من آية الله الخميني أنه اختار شهر رمضان المبارك ويوم الجمعة الأخيرة منه حيث المشاعر الإيمانية في أوجها لدى المسلمين قاطبة·
ومن نعم الله أن الاحتفال بهذا اليوم أخذ يزداد سنة بعد أخرى وبدأت وكالات الإعلام والفضائيات نقل هذه الاحتفالات والمظاهرات والندوات وكل المراسم بهذا اليوم إلى جميع أنحاء العالم·
لا شك أن الصراع الإسلامي - الإسرائيلي سيتواصل سنوات طويلة مادام المسلمون يقرؤون القرآن الكريم “ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا”·
وبالتالي فإن تجديد إحياء ذكرى القدس سنويا لهو أمر ضروري مهم لارتباط الأمة بها ولمواصلة الصراع حتى عودتها إلى أهلها كما كانت من قبل· |
