مع بدايات ما يسمى بالنهضة العربية وحتى الستينات من القرن الماضي كانت التيارات القومية تصول وتجول على المسرح السياسي العربي، رافعة لراية الحرية، التقدمية، ال····· وتجاوبت الجماهير العربية معها وكلها أمل بأن تستنشق عبير هذه الحرية وتنعم بالتقدمية، وكانت النتيجة أن تمت مصادرة الحريات وتعطلت عجلة التقدم وخسارة الإنسان العربي لكرامته، وبعد انحسار هذا التيار برزت التيارات السياسية الدينية لتحل محله مستغلة للجانب الديني الشديد التأثير على الجماهير خصوصا إذا ما ترافق والدعم المادي، وتجاوب الشارع العربي معها مرددا ورافعا لراية الشورى، الجهاد، ال··· ولم تكن النتيجة بأفضل من سابقتها، فخسر الإنسان العربي أمله·
ومنذ فترة والتيارات السياسية القومية والدينية تقوم بحركة تصحيحية، إن صح التعبير· ما يهمنا هنا هو التأكيد على ضرورة الاعتبار من تجارب الماضي لتصحيح الحاضر ومن ثم بناء المستقبل· ندرك أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المحورية للعالم العربي وربما للعالم الإسلامي من منظور آخر، ولكننا ندرك أيضا أن هذه القضية لم ولن تصل إلى حل إلا بتحرير الإنسان وفك قيوده المادية والمعنوية ليشارك فعليا في اتخاذ القرار وتقرير المصير، ثم إن الدين حارب الرق بشتى أنواعه وصوره ليحرر الإنسان حتى يقوم بلعب دوره في إعمار هذه الأرض، فأرجو ألا يزايد البعض في هذه القضية، الإصلاح وبناء المستقبل يبدأ وينتهي عند إطلاق الحريات الإنسانية الأصيلة لن أطيل على السامعين حتى لا يملوا، ولكنها على أي حال همسة، أرجوا ألا تنقلب إلى صيحة· |