كلما زادت حكومات الغرب انفتاحا على الإنسان وحرياته وحقوقه، زادت حكومات العرب من تشديد قبضتها على الإنسان وحقوقه، وزاد صدرها ضيقا وتململا، كلما طالب المواطن ببعض الإصلاحات السياسية والإدارية·
إن كل حكومات العالم العربي تسير ضد التيار العالمي أو العولمي في سياساتها الاستبدادية تجاه الإنسان وحقوقه المشروعة، وتغمض عينيها عن تجارب أسلافها ونظائرها، فلا تعتبر من تجاربهم وما جرى ويجري لهم من نهايات مخزية، لأنهم عصوا، ورفضوا قبول أو إجراء إصلاحات سياسية وتداول السلطة، وإذا استجابوا - أحيانا - لأمر ما فإن استجابتهم تأتي اسفنجية وشحيحة للغاية فهي تقدم لشعوبها فتاتا من الديمقراطيات التي تخدم مصالحها قبل مصالح شعوبها، وبالتالي تمن عليهم بها وهي حق مكتسب لهم لا شك فيه، فلماذا تستمتع الحكومات العربية - دائما - بانتزاع هذا الحق من أصحابه وتجفيف حريات الإنسان العربي؟ حتى بات تحرك المواطن يمر - دائما - تحت مظلة وظلال رجال المخابرات السياسية الذين زاد عددهم في الآونة الأخيرة حتى أنهم أصبحوا هما إضافيا على عاتق عباد الله، في ذهابهم وإيابهم، كما أصبحوا عبئا إضافيا على ميزانية الدولة، يأكلون أكبر قسط منها تحت ما يسمى “البنود السرية” وغيرها، أليس من الأجدى أن ترفع الحكومات العربية حالة الشك بينها وبين شعوبها، وتنفق هذه الأموال الطائلة في صالح الإنسان بدلا من أن تنفقها على حفنة من رجال المخابرات السرية التي لا جدوى لها في عالم اليوم سوى الخزي والعار والتسلط على خلق الله في عصر العولمة، حيث أصبح كل شيء في العالم مكشوفا ومعروفا لدى القاصي والداني، وهذه هي إحدى مزايا العولمة التي نعيشها اليوم، حيث تكشف المستور تحت العباءات العربية ليرى ما تحتها من عفن، أو طيب·
yahya@taleea.com |