| ها قد مضت أسابيع على اغتيال وزيرة خارجية السويد "آنا ليند" عندما كانت تتسوق بمفردها في إحدى الأسواق المركزية·
والسويد من دول العالم القلائل التي تنعم باستقرار نسبي وهي من أكثر دول العالم احتراما لحقوق الإنسان ولديها نظرة إيجابية للعرب حتى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر·
وتعتبر "ليند" من أكثر السياسيين شعبية في السويد، فهي تشغل منصب زعيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي السويدي، وكانت مرشحة لمنصب رئيس الوزراء·
ولقد كان لها الكثير من المواقف المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والصراع مع اليهود وكانت آراؤها واضحة، من دون أي مجاملات أو دبلوماسية سياسية، وكانت ذروة هذه المواقف عندما أقسمت العام الماضي، وفي خضم الفظائع التي ارتكبها الإرهابي "شارون" ضد الشعب الفلسطيني علي مقاطعة البضائع "الإسرائيلية" وأعلنت أنها لن تشتري مثل هذه البضائع، ونقل عنها التلفزيون السويدي: "إذا كنت لا أستطيع التأثير في سياسة الحكومة بإعلان مقاطعة "إسرائيل" فأقل الأمور أن أقاطع أنا شخصيا البضائع الإسرائيلية"، كما دعت "ليند" السويديين الى مقاطعة البضائع "الإسرائيلية" طالما استمرت المجازر بحق الشعب الفلسطيني وقد شارك في هذه الحملة آلالف من السويديين المتعاطفين مع قضية الشعب الفلسطيني ولايــــزال الكثيــرون منهم متمسكين بهذا النهج·
كما كان للوزيرة مواقف مشرفة تجاه قضية فلسطين من أهمها ما جرى في أثناء اجتماع الاتحاد الأوروبي في يناير 2002، عندما طالبت الرئيس الأمريكي "بوش" بأن لا يقدم دعما غير مشروط الى "شارون"، ووصفت اعتبار بوش لشــارون "رجل سلام" بأنه "أحمق" ويشكل مكافأة لعنف هذا الرجل ودمويته·
كما طالبت الوزيرة الدول الأوروبية بقطع العلاقة مع الكيان الصهيوني الى أن يكف عن عملياته الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء·
وهكذا، رحلت صاحبة المواقف المشرفة فيما يتعلق بقضيتنا المركزية والكثير من المواقف الإنسانية الأخرى، فهل نشهد - في زمن الذل والتخاذل العربي - موقفا عربيا مســـؤولا مـشــــرفا كما كانت مواقف الوزيرة "أناليند"؟ نأمل ذلك· |
