المأزق المعنوي الذي ستعيشه إسرائيل بعد إصدار محكمة العدل الدولية قرارها بأن الجدار العنصري الذي تبنيه في الأراضي الفلسطينية يعتبر مخالفا للقانون الدولي، هذا القرار أو الرأي القانوني، سيحرج حكومة العدو وإن هي أعلنت رفضها له· وبالتالي فإن على الفلسطينيين والعرب التحرك بقوة لزيادة الضغط على حكومة إسرائيل وإظهارها بمظهر الرافضة للقانون الدولي خاصة وأنها كانت تحاول دائما الظهور بمظهر الدولة الديمقراطية وسط محيط من الدول المتخلفة وأنها دولة القانون وسط أناس لا يعترفون بالقانون·
هذا الضغط سيتجاوب معه الكثيرون وخصوصاً الشعوب الأوروبية التي اعتبرت في الاستفتاء الأخير إسرائيل هي الدولة الأخطر على السلام العالمي، ولا شك أن رفض إسرائيل لرأي المحكمة الدولية سيحرجها أكثر أمام الشعوب الأوروبية·
أما الولايات المتحدة فلعلها ستجد الحرج نفسه حين ترفض هي الأخرى هذا الرأي القانوني الدولي وتقف مع حكومة الإرهابي شارون بمعزل عن بقية المجـتمع الدولي·
قد تقوم حكومة إسرائيل بعناد المجتمع الدولي كله وتحاول أن تستمر في بناء الجدار العنصري إلا أن الأيام ستثبت أن قرار القضاة الدوليين وإن لم يكن رأيا ملزماً إلا أنه سيشكل بداية النهاية للبريق القانوني الذي حصلت عليه إسرائيل في السنوات الماضية·
|