في إحدى المقابلات الصحافية مع المفكر الأمريكي "نعوم تشومسكي" وهو باحث سياسي معارض للسياسات الأمريكية خصوصاً تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، أجاب عن سؤال حول الفرق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري فأجاب "الولايات المتحدة هي أساسا دولة يحكمها حزب واحد·· وهو حزب رجال الأعمال المؤلف من جناحين، الديمقراطيين والجمهوريين، ويبدو أن معظم المواطنين يوافقون على ذلك"·
هذه المقدمة كانت ضرورية لتبيان حقيقة أن الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين اللذين يشكلان السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية منحازان بشكل واضح لسياسات الحكومة الإسرائيلية مهما توغلت في التطرف والإرهاب·
وقد أسفرت انتخابات الكونغرس الأخيرة التي أجريت منذ أسابيع عن وجود أكبر عدد من المشرعين اليهود الموالين لإسرائيل مقارنة بجميع الدورات السابقة خصوصا أن أغلبهم قد تولى مواقع حساسة في اللجان ذات العلاقات بإسرائيل مثل لجنة العلاقات الخارجية واللجنة الخاصة بالشرق الأوسط ولجنة مخصصات العمليات خارج الولايات المتحدة·
وقد انضم 6 مشرعين يهود لـ 37 آخرين معروفين سابقاً مما دعا كبرى جماعات الضغط اليهودية "أيباك" للقول في تصريح صحافي على لسان "دوج بلومفيلد" وهو أحد أعضاء الكونغرس: إن هذه العدد الذي لم يسبق له مثيل بالطبع سيكون له مردود ايجابي في دعم إسرائيل"·
ومن ناحية أخرى وبعد فوز الديمقراطيين الموالين لإسرائيل، أكد رئيس اللجنة التشريعية ليهود أمريكا "ريتشارد فولتن" إن إسرائيل في كل الأحوال تمثل قضية الجمهوريين والديمقراطيين، إنك ترى مجلسا جديداً داعماً لها، وتغيرا ملحوظا بالنسبة لقضيتها، وسوف نرى استمرار الدعم لإسرائيل من قبل أعضاء الكونغرس على أساس الولاء لبلدين·
إزاء هذا الوضع القائم حالياً، ألا تتفقون معي بأن العرب عندما تخلوا عن دعم وتأييد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم، وسلموا كل خيوط اللعبة للإدارة الأمريكية لتعطي الشعب الفلسطيني فئات الحقوق المغموسة بالمذلة والمهانة فأنهم اخطأوا كثيراً وخانوا قضية الأمة المركزية لأن الحكم الذي ننتظر منه الموقف العادل منحاز بصورة كاملة لإسرائيل!! |