| ما حدث في فلسطين وما هو حادث في لبنان والعراق والصومال وما هو متوقع أن يحدث في السودان، أن البلدان العربية ستحكمها حكومتان فالواضح أن الحلول الديمقراطية غير ناجحة في البلاد العربية، بل إن استخدام السلاح والقتل والاغتالات هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاعات·
في فلسطين واضح أن اسرائيل وجدتها فرصة ذهبية للإسراع في تأييد حكومة "فتح" التي تعترف بإسرائيل وتقيم معها اتفاقية سلام وعلى استعداد لإنهاء الصراع معها بينما هي تحارب "حماس" وحكومتها وتزيد الحصار على قطاع غزة وتمنع عنه كل وسائل الحياة·
وكما فعلت إسرائيل فعلت الإدارة الأمريكية وفعل الاوروبيون وفق نسق واحد وبسرعة وكأن هناك اتفاقاً مسبقاً بينهم لاتخاذ هذا الموقف·
والمستغرب أن حكومة "فتح" الجديدة والتي لم تأخذ موافقة المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه حماس رفضت استقبال وفد الجامعة العربية لتقصي الحقائق مع أنه يضم ممثلين عن مصر والسعودية والأردن· وهي دول لها ثقلها العربي، ورفض "فتح" لاستقبالهم يعني ضربة سياسية قوية ليس للجامعة العربية فحسب بل لهذه الدول العربية الكبيرة، فالسعودية هي التي رعت اتفاق الوحدة الوطنية بين فتح وحماس ومصر هي الوسيط الدائم بينهما والأردن هي المؤيدة لفتح دائما والرافضة لاستقبال أي وزير من حماس منذ نجاحها في الانتخابات الأخيرة·
حماس التي فازت في الانتخابات مطلوب محاربتها ومقاطعتها وإسقاط حكومتها أما فتح فالمطلوب احتضانها ودعمها ماليا واستقبال وزرائها بالرغم من أن الدستور الفلسطيني ينص على ضرورة أن تنال الحكومة موافقة البرلمان·
عمليا الآن في فلسطين حكومتان الأولى مقاومة والثانية معترفة بإسرائيل، والأوضاع في لبنان قد "لا سمح الله" تتجه الى هذا الاتجاه نفسه وخاصة أن شهر أغسطس المقبل ستكون نهاية فترة الرئيس إيميل لحود وإن لم يتم انتخاب رئيس جديد فقد نرى تشكيل حكومتين هناك أيضا·
وما يحدث في العراق لا يقل سوءا فبينما نجد حكومة المالكي الشرعية نسمع عن قيام دولة العراق الإسلامية معلنة عن تقسيم البلد بطريقة عشوائية، ما نراه من تمزق في العالم العربي يجعل المرء أمام أكثر من علامة استفهام عن "الأيدي الخفيةً" التي ترسم سيناريو العرب المستقبلي، فالعرب أمام طريقتين إما حروب أو انقسام، اللهم إلا إذا تحرك العقلاء· |
