مؤسف أن يقوم بعض الأخوة رؤساء تحرير بعض الصحف المحلية اليومية بممارسة بعض الأساليب الصحافية في تزوير إرادة الأمم خلافا للواقع، وخلافا لما يمليه الضمير والأمانة الصحافية، ومصداقية العمل الإعلامي الحق والحر، وبدلا من أن يكون مرآة عاكسة لآمال وتطلعات وواقع المجتمع الحقيقي نجده للأسف يعكس ما يتوافق مع مصالحه وطموحه الشخصي، هذه المقدمة ردا على ما ورد في جريدة "السياسة" الزميلة، وبقلم الأستاذ أحمد الجارالله الذي جانبه الصواب فيما طرحه على صدر الصفحة الأولى لجريدته، فقد نصّب الجارالله نفسه ناطقا رسميا ومتحدثا باسم الشعب الكويتي الذي بلا أدنى شك لن يقبل ذلك، ويجيد اختيار من يمثله ويعبر عن وجهة نظره من المخلصين من أبناء هذا الشعب الكريم· ثم كيف للجارالله أن يزور إرادة الأمة مناديا بحل مجلس الأمة، وتعطيل الحياة البرلمانية ضاربا بعرض الحائط رأي غالبية أبناء هذا الشعب الأوائل الذين عملوا على بناء هذا الكيان الديمقراطي وحافظوا على استمراريته وترسيخ مبادئه، ولا أظن يا أستاذ أحمد أن أبناء هذا الشعب الوفي غير قادرين على تمييز الغث من السمين، ويعلمون كذلك أن كل إناء بما فيه ينضح، فالديمقراطية أصبحت الهواء الذي يستنشقه كل كويتي حر وأبي، ولن يقبل بكائن من يكن أن يمس أركانه، أو يؤثر فيه حتى وإن كان بالكلمة، لذلك نقول بأن هذه المزايدة خاسرة ولن تجر إلا الخيبة والخسران، وقيادتنا السياسية الحكيمة أسمى وأرفع من أن تنظر أو تستمع لمثل هذه الآراء والأفكار العقيمة، وأن في تعزيز الديمقراطية الإصلاح والتوفيق إن أخلصت الجهود وصبت في هذا الإطار وبزعم بعض المثالب والمآخذ والانحراف في النهج الديمقراطي إلا أنه يبقى الأفضل والأصح، ودامت الكويت بلد الديمقراطية والرخاء والعزة·
maldhafeeri@yahoo.com |