| في صبيحة يوم الأربعاء 17/1 اعترفت إسرائيل بصورة لا تقبل الشك بهزيمتها في حربها على لبنان ومقاتلي حزب الله، وذلك عندما قدم رئيس الأركان الإسرائيلي استقالته بعد ضغوط كبيرة مورست عليه شعبيا ورسميا· بينما لا يزال هناك بعض المثقفين والمحللين العرب يعتبرون ما حدث هزيمة مذلة لحركة المقاومة العربية الوحيدة التي صمدت في وجه أعتى جيوش المنطقة أكثر من خمسة أسابيع، بينما لم تستطع جيوش عربية بأكملها الصمود أكثر من أيام أو حتى ساعات معدودة·
ولقد تحدثنا في مقالات سابقة عن أصداء الهزيمة والانكسار في إسرائيل نتيجة تلك الحرب ونتائجها التي تركت آثارا اقتصادية وعسكرية ونفسية لن تمحى في المنظور القريب·
وقبل تقديم استقالته بأيام، اعترف قائد الجيش الإسرائيلي الجنرال (دان حالوتس) بأن الجيش عجز عن تقليص عدد الصواريخ قصيرة المدى التي كان يطلقها مقاتلو حزب الله طوال فترة الحرب على عشرات المدن الإسرائيلية بالرغم من سيطرته الكاملة على أجواء المعركة·
ومن الأخطاء التي اعترف بها قائد الجيش في المؤتمر الصحفي الذي عقد لعرض نتائج وتقييم مسار الحرب قوله إن هناك: "عددا كبيرا من الجنود والضباط رفضوا تنفيذ الأوامر العسكرية لأسباب عديدة مما أعاق تنفيذ العديد من العمليات القتالية"·
واعترف قائد الجيش أن هناك أوامر أعطيت لقادة بعض الوحدات الجوية لاستخدام القنابل العنقودية، وهي الأسلحة المحرمة دوليا، حيث وجد أن هناك ضرورة كانت تقتضي استخدامها، ولكن على أرض الواقع، نجد أن المدنيين اللبنانيين كانوا المتضرر الأكبر من استخدام هذه الأسلحة، بينما لم يتعرض مقاتلو حزب الله أو مواقعهم لأي هجمات بهذه القنابل البشعة·
وقد أدان عسكريون مستقلون قيادة الجيش لاستخدامها المفرط للقوة الجوية مما تسبب بإطالة أمد الحرب، وعدم قدرة الجيش على الصمود في المواجهات البرية وضعف تجهيزات قوات الاحتياط، والتناقض الكبير في الأوامر والمعلومات التي كانت تصل للوحدات العسكرية·
ومن الجدير بالذكر أن لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية للتحقيق في الأداء الباهت للجيش أثناء الحرب لم تنته بعد من تقريرها الذي يتوقع أن يثير ضجة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية جميعا· خصوصا وأن اللجنة لديها صلاحيات واسعة للاطلاع على العديد من التفاصيل التي لم تنشر· ونحن بانتظار هذه الحقائق التي هي انتصار لنهج المقاومة·
abdullah.m@taleea.com |
