رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 يناير 2007
العدد 1759

العقل الإسلامي
يوسف الكندري

هناك سؤال يطرح من قبل بعض المسلمين عموما والعرب خصوصا عن سبب تراجع الحضارة الإسلامية وعدم قيادتها للعالم؟ مع أنه في السابق كان الفضل لهذه الحضارة في الريادة والسبق في شتى المجالات، بل قد أخذ العالم الغربي من العلوم الإسلامية حتى يطور حياته· وطبعا مثل هذا السؤال والجواب يلقى الرواج بين المسلمين عامة والعرب خاصة لأنهم بهذا الجواب يذكرون بعضهم بعضا بأنهم أصحاب الفضل على العالم الحديث، أما السؤال فيتغاضون عنه حتى لاتصيبهم حالة الإحباط ويضعون دائما الأمل بأن الحضارة الإسلامية قادرة على النهوض مرة أخرى متى ما توافرت لها المقومات والأسباب لنهوض هذه الحضارة·

وللأسف دائما العقل الإسلامي يعتمد على الأمجاد السابقة المصورة له بأنها كانت الأحسن والأفضل في ذلك الزمن، وأن المسلمين هم من اكتشف الصفر الرقمي مما خلق ثورة في عالم الأرقام وأنهم برعوا بالطب والفلسفة والكيمياء إلخ·

من مجمل الاكتشافات الإسلامية الحضارية مثلما يدعون وينسون أو يتجاهلون عمدا مع سبق الإصرار والترصد ما وصل إليه العلماء السابقون عن حضارة الإغريق والرومان، والأمثلة التي سأوردها هي رد على إنكار العقل الإسلامي لجهود علماء آخرين من حضارات أخرى، فالصفر الرقمي اكتشفه الهنود قبل المسلمين بحوالي ألف سنة أو أكثر من اكتشاف المسلمين للصفر مثلما يدعون، أما الطبيب صاحب القسم المشهور عند تخرج طلبة الطب من الجامعة والذي يردد من شمال إلى جنوب الأرض فقد كان هذا الشخص إغريقي ويدعى أبوقراط وهو صاحب نظريات طبية انتشرت بين الإغريق والرومان والعرب، وقد اعتمد أبوبكر الرازي على نظريات أبوقراط الطبية وبالمناسبة أبو بكر الرازي كفره السلاطين وشيوخ الدين وحكموا عليه بالارتداد لأنه خرج عن المألوف·

أما علم الكيمياء فقد اعتمد جابر بين حيان على نظريات ومعادلات العالم الإغريقي أرخميدس الذي اكتشف نظرية الكتلة· وهو الذي اخترع المنجنيق الذي يحمل عليه اللهب الحارق لمحاربة الجيوش الأخرى· أما بالفلسفة فدائما ترى أن المسلمين يستشهدون بالمعلم الثاني وهو لقب أطلق على الفارابي ويتفنون بروائع ما كتبه ابن رشد· فالفارابي رجل الحكمة والفلسفة اتهم بالكفر والزندقة والإلحاد من قبل شيوخ الدين وعاش مطاردا حتى مات من قبل هؤلاء الشيوخ المتسامحين، أما ابن رشد فقد كانت مصيبته أعظم، إذ جمع حراس السلطان ما كتبه ابن رشد طيلة حياته جمعوها بساحة بوسط الأندلس وقاموا بحرق أكثر من 4 آلاف مخطوطة وكتاب إمام ابن رشد نفسه ومنعه السلطان من الكتابة أو القول بالفلسفة طيلة حياته (قمة التسامح)، وطبعا كان رجال الدين وراء الوشاية بأن ابن رشد يضرب الإسلام والمسلمين (وهل يوجد غيرهم؟!)· هذه مصيبتهم·

أما الفلسفة التي ورثوها فقد كانت فلسفة افلاطون وأرسطو وسقراط وهؤلاء ليسوا بمسلمين ولا عرب أي أنهم أخذوها من فلاسفة سبقوهم بآلاف السنين· لكن العقل الإسلامي يأبى أن ينسب الفضل لأصحابه الأساسيين· ويموت هما وكدرا إذا ذكرته بهذه الحقائق الجلية للعيان· ثانيا: وهذا الأهم أن الحضارة عبارة عن قمة الفكر، أي الحرية الفكرية المبدعة التي تسمح بالقول والكتابة ليبدع العقل ويخترع مما يسهل عليه مشقة الحياة، وهذا ما وصل إليه العالم الغربي الحر· صحيح أن هناك فترة سوداء قاتمة مرت على العالم الغربي حيث الاضطهاد الديني بمشاركة السلطة لكن في النهاية انتفضت على هذا الاضطهاد وأبدعت ووصلت إلى ما وصلنا إليه اليوم، وتحاول كل يوم الارتقاء للأعلى لخدمة البشرية· أما الحضارة الإسلامية فأغلب علمائها إما اتهموا بالزندقة أو حرقت كتبهم أو خرج عليهم الناس بتحريض من السلطان وشيوخ الدين وإقحامهم بتخريب أخلاق المسلمين· وبالنهاية أود أن أقول إن ما وصل إليه العالم الحر الغربي ساهم بحل الكثير من الأمراض وصعوبات الحياة وأصبحنا نحن مجرد مستهلكين لهذه الاختراعات ولا نخدع أنفسنا ولا نخدع الأجيال القادمة بأن المسلمين هم أساس التطور في العالم اليوم·· الله كريم·

�����
   

وتتجدد ذكرى عاشوراء:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العراق بين مجلسين!!:
سعاد المعجل
بلا رؤوس حتى!:
حمد حسين
العمى والبصيرة:
د. لطيفة النجار
حتى اليمن يا الأزرق...!!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
النجاح على قدر الصراخ!:
فهد راشد المطيري
الإعلام والضمير المباع بالدولارات:
الدكتور محمد سلمان العبودي
استراحة المحاربين:
د. محمد عبدالله المطوع
طبائع الاستبداد ومساوئ العباد!:
بدر عبدالمـلـك*
العقل الإسلامي:
يوسف الكندري
إسرائيل تعترف بهزيمتها:
عبدالله عيسى الموسوي
"من غشنا فليس منّا":
د. فاطمة البريكي
قراءة كويتية على هامش إعدام صدام:
خالد عيد العنزي*