في كل عام يحيي المسلمون في كل أنحاء العالم ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء·

ويتساءل البعض: لماذا إحياء هذه الذكرى في كل عام؟

والحقيقة أن معركة كربلاء لها أكثر من بعد يستحق التركيز عليه ودراسته بتعمق···

فأول هذه الأبعاد المهمة هو شخص الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، لذلك فإن ما يلفت النظر هو إقدام القوم على قتله··

وهنا لابد أن يأتي البحث العلمي والتاريخي عن السبب الذي يدفعهم لقتله مع ما له من مكانة سامية في الحسب والنسب والموقع الاجتماعي والديني· حيث إن تجرؤهم على قتله بهذه الطريقة الوحشية التي لم تتكرر في التاريخ ينم عن أن هناك خوفا من وجوده الذي يزلزل حكم الطغاة··

لذلك فإن ثورة الإمام الحسين وأسلوبها في التعامل السياسي مع الحكومات الظالمة يجب أن تدرس بتمعن من خلال العلوم السياسية وموقف المعارضة من الحكومات الظالمة وأسلوب التعاطي معها···

ولعل هذا البعد من الأهمية حين تدرس الأوضاع السياسية أثناء معركة كربلاء والتطورات الكثيرة التي حدثت بعدها من ثورات متواصلة وتغيرات سياسية كبيرة·

بل إننا لا نبالغ إذا قلنا بأن آثار هذه الثورة الحسينية ما زالت تتواصل حتى يومنا الحالي سواء من خلال تأثيراتها الاجتماعية أو السياسية··

ولعل الملفت للنظر هو تنامي إحياء هذه الذكرى سنويا وفي أماكن عديدة من العالم، وأن هذه المجالس الحسينية في ازدياد عاما بعد عام·· ومع دخول أنظمة المعلومات الجديدة من إنترنت ووجود العديد من الفضائيات فإن إحياء المناسبة بدأ يتسع بشكل لا سابق له··· وهذا يدعونا للدعوة إلى الاهتمام أكثر بهذه المناسبة والدعوة لدراسة معركة كربلاء من جميع الجوانب وعرضها العرض الصحيح على العالم أجمع كي نستطيع أن نستفيد منها الفائدة المرجوة··

ومن الواضح أن التخوف من بعض الاعتداءات الطائفية التي يقوم بها بعض المتطرفين قد يبالغ بها أحيانا وخاصة في مجتمعنا الكويتي القائم بشكل عام على التفاهم والتسامح، وإن كان ذلك لا يمنع من اتخاذ الحيطة والحذر والتي تقوم به وزارة الداخلية مشكورة هذا العام لمنع أي اعتداءات من أناس لا يهمهم أمن الكويت·