رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 23 رمضان1426 هـ . 26 اكتوبر 2005
العدد 1701

بلا حــــدود
الطغاة.. بين المأساة والمهزلة!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

مشاهد "محاكمة العصر"·· كما أسموها·· والتي تصور "صدام حسين" وبعضا من أعوانه الضالعين في جرائم كبدت الشعب العراقي ولا تزال الكثير·· هي بلاشك مشاهد متكررة·· سجل منها التاريخ العراقي الكثير·· فالذاكرة العراقية مشبعة بصور لمحاكمات عسكرية في العراق·· أشهرها على الإطلاق "محكمة المهداوي" الشهيرة·

يلخص الدكتور كاظم حبيب في كتابه الصادر عام 1995 بعنوان "ساعة الحقيقة" بعضا مما شهده العراق من مآسٍ عبر تاريخه المدون!! وحيث يشير إلى أن العراق قد شهد عبر تاريخه القديم والحديث الكثير من الموجات الهمجية التي اجتاحت أراضيه والاستباحات الوحشية التي تعرض لها سكانه·· فلقد استبدت بشعب العراق كثرة من الحكام الأوباش الذين سلطوا على رقابه أبشع صور الاضطهاد والاستغلال والقهر السياسي والاجتماعي·· وحصد الموت أعدادا لا تحصى من أبنائه وبناته·· ويشهد على ذلك تاريخ الصراع السياسي والاجتماعي في العهود القديمة وفي فترة ما قبل الإسلام·· وبعد ظهوره وحتى يومنا هذا·· ولا يزال الناس في العراق يرددون حتى الآن بغضب وألم شديدين·· رغم مرور أكثر من اثني عشر قرنا ونصف القرن على وفاته·· اسم واحد من أبشع وأقسى جزاري البشر·· من أولئك الذين أذاقوا الناس أفظع أشكال الإرهاب والتعذيب والمهانة·· ذلك هو الحجاج بن يوسف الثقفي!

لكن تجربة الشعب العراقي المرة مع الحجاج·· لم تقهم من تكرار تلك التجربة في أكثر من محطة في تاريخهم· ويستشهد الدكتور "كاظم حبيب" بفكرة أوردها "كارل ماركس" في مدخل أحد كتبه يقول فيها: "يقول هيغل في مكان ما إن جميع الأحداث والشخصيات الشهيرة في تاريخ العالم تظهر إذا جاز القول، مرتين!!" وقد نسي هنا أن يضيف: المرة الأولى كمأساة والمرة الثانية كمهزلة!

لكن مشهد المحاكمة هذه المرة قد يختلف عن سواه من المشاهد المتكررة·· لأن جمهوره لا يقتصر على المتضررين بصورة مباشرة وحدهم·· وإنما هو مشهد يراقبه العالم بأسره·· فهو يحمل في طياته مغزى "العالم القرية" الذي أفرزه ذوبان الحدود الجغرافية والسياسية مع تداخل الشأن والهم العالمي بفعل ثورة الاتصالات والتكنولوجيا·

هو مشهد يحمل رسالة إلى كل طغاة العالم·· وإلى كل الدكتاتوريات والأنظمة البوليسية·· محذرا ومبشرا بنهاية عادلة لكل من يتجاوز حقوق البشر وينتهك حرياتهم وأرواحهم·

قد لا يهم كثيرا ما قد تسفر عنه محاكمة "صدام حسين"·· فالمشهد بحد ذاته يعتبر نجاحا ونصرا في وجه الظلم والعنف· وهو يشكل بداية جيدة لوجه جديد للعدالة خاصة في عالمنا العربي·· الذي لم يتعود الاقتصاص من حكامه ورؤسائه مهما بلغت تجاوزاتهم وعثراتهم·

فبالرغم من كل الانكسارات والهزائم العربية·· إلا أن المواطن العربي لم يعهد أبدا استجواب أو محاسبة أي مسؤول وفي أي موقع عن دوره ومسؤوليته السياسية·

ولعل ذلك يفسر خروج الجماهير العربية عشية إعلان الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر" عن مسؤوليته وبالتالي تنحيه إثر هزيمة يونيو 1967!

التاريخ يعيد نفسه وكما تؤكد بذلك روايات التاريخ وأحداثه·· والإعادة بلاشك تشمل عودة للطغاة وإن كانت بأثواب وألوان أخرى!

لكن عودتهم ثانية تشكل مهزلة·· وتعكس جهل وضعف الشعوب المضطهدة!

أما تكرارهم في المشهد العربي الحديث·· فهو يشكل غيابا عن الوعي·· وقتامة في الرؤية·· وأم المهازل·· وأب المآسي! 

suad.m@taleea.com

�����
   

في ذكرى يوم القدس:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الطغاة.. بين المأساة والمهزلة!!:
سعاد المعجل
فلسطين في يومها العالمي:
عبدالله عيسى الموسوي
لهذا خسرنا الانتخابات الطلابية:
علي حسين العوضي
انتخابات في "أرض الصومال"!!:
د. محمد حسين اليوسفي
صمت القبور!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
انطباعات مصرية!:
عامر ذياب التميمي
"التنسيق":
مسعود راشد العميري
"المستغلون" قادمون:
صلاح الفضلي
لماذا الإصرار على إذلال المواطن؟!:
عبدالخالق ملا جمعة