رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 23 رمضان1426 هـ . 26 اكتوبر 2005
العدد 1701

"المستغلون" قادمون
صلاح الفضلي
salahma@yahoo.com

إذا أخذنا النتائج التي أفرزتها انتخابات لجان مجلس الأمة التي جرت يوم الاثنين الماضي كمقياس لما يتوقع من إنجاز في دور الانعقاد الجديد فإنه يمكن القول إن بداية مجلس الأمة في هذا الدور لا تبشر بخير ولا تدعو الى التفاؤل، ولا تدل على أن الحكومة جادة في دعوات الإصلاح التي تطلقها· سيطرة النواب "المستغلين" على عضوية اللجان المهمة وعلى أمانة السر وعلى منصب المراقب تؤكد أن العلاقة بين هؤلاء النواب والحكومة عبارة عن حلف استراتيجي لا يمكن أن تنفصم عراه أو تهتز أركانه· الحكومة ما زالت تحتاج الى كتلة "المستغلين"، ولذلك فهي لا تستطيع التخلي عنهم لأنهم الذراع الأيمن لها في عملية "الإصلاح"·

دعم الحكومة "للمستغلين" يؤكد تعارض تصريحات الحكومة من أن تصويتها في انتخابات اللجان سوف يكون للأكفأ، لأنه يكفي أن ترجع الحكومة الى عدد الحالات التي تم فيها الإعلان في الجريدة الرسمية عن غياب هؤلاء النواب عن جلسات المجلس ولجانه لتتأكد من "كفاءتهم وإخلاصهم"· فمن بين أكثر من 20 عضوا غيابا عن جلسات ولجان المجلس هناك 14 عضوا من كتلة المستقلين، في حين أن أمين السر الذي دعمته الحكومة بقوة لهذا المنصب للتخلص من "نجرة" عادل الصرعاوي غاب 55 مرة عن حضور اللجان وعشر مرات عن حضور الجلسات العامة، في حين أن عضو "مستغلاً" آخر غاب نحو 15 مرة عن الجلسات العامة للمجلس ومع ذلك ساندته الحكومة في الوصول الى لجنة الداخلية والدفاع·

لو كانت الحكومة جادة - كما تقول - في السير قدما في الإصلاح السياسي لما دعمت نوعية النواب الذين سيطروا على لجنة الداخلية والدفاع وهي اللجنة التي يفترض أن تعود "لدراسة" موضوع تعديل الدوائر الانتخابية والذي يعد المدخل الحقيقي للإصلاح السياسي مع علمها بموقف النواب "المستغلين" من موضوع تعديل الدوائر، ولو كانت الحكومة عازمة على مكافحة الفساد المالي والإداري لما دعمت أعضاء من هذه الكتلة لعضوية لجان الدفاع عن المال العام والفساد الإداري والذين هم أنفسهم متهمون بهذا الفساد أو هم من نوعية "ما أسمع شي ولا أشوف شي ولا أنطق بشي"·

هل نلوم المستقلين على "استغلاليتهم"؟ بالطبع لا، لأن هؤلاء النواب كاشفو الرؤوس ويعرفون أنهم لا يستطيعون أن يصلوا الى المجلس أو يستمروا فيه إلا بالطرق الملتوية، ولكن العتب على الحكومة التي تنادي بالإصلاح ثم تعمد للتحالف مع رموز التجاوز· في كل مناسبة تؤكد الحكومة أن كلامها عن الإصلاح ومحاربة الفساد ما هو إلا كلام للاستهلاك المحلي وأنه لا يعدو عن كونه حملة علاقات عامة لا أكثر، وفي كل مرة تؤكد الحكومة كذلك أن النواب "المستغلين" لعطفها وحنانها أحلى على قلبها من الشهد·

salahma@yahoo.com

�����
   

في ذكرى يوم القدس:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الطغاة.. بين المأساة والمهزلة!!:
سعاد المعجل
فلسطين في يومها العالمي:
عبدالله عيسى الموسوي
لهذا خسرنا الانتخابات الطلابية:
علي حسين العوضي
انتخابات في "أرض الصومال"!!:
د. محمد حسين اليوسفي
صمت القبور!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
انطباعات مصرية!:
عامر ذياب التميمي
"التنسيق":
مسعود راشد العميري
"المستغلون" قادمون:
صلاح الفضلي
لماذا الإصرار على إذلال المواطن؟!:
عبدالخالق ملا جمعة