| وتتسارع أيام شهر رمضان المبارك بالرحيل ولياليه بالأفول·· ونطويه مرحلة مرحلة لندخل معه في ليالي القدر حيث يستجاب الدعاء وتكثر الصلوات··
ونقف في الجمعة الأخيرة منه ملبين دعوة الإمام الراحل آية الله الخميني رحمه الله التي أطلقها صيحة قوية للمسلمين ليخصصوا هذا اليوم للقدس الجريح فيتذكروا ما عليهم من واجب تجاه زهرة المدائن التي تكالب عليها الأعداء من كل مكان وأعطوها للصهاينة والتي جعلوها عاصمة للدولة التي اغتصبوها من أهلها··
كان الإمام يعي جيدا أن بؤرة الصراع بيننا وبين الاستكبار العالمي والصهاينة هي هذه المدينة المقدسة التي أسري إليها رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وانطلق منها إلى معراجه العظيم·· والتي سجلها الله سبحانه في قرآنه الكريم لتتلى على مسامع المؤمنين والناس أجمع ليل نهار··
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" الإسراء(1)·
ومن الوضح أن الصراع العربي - الإسرائيلي سيتوقف طويلا أمام أهمية هذه المدينة لدى الطرفين، والتي ستجعل كل مفاوضات السلام تنهار أمامها·· حيث يريد الصهاينة احتلال المدينة وهدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان كما يدعون، وهذا ما لا يسمح به المسلمون وبالتالي فإن السلام المزعوم لن يأتي إلا بتخلي أحد الطرفين عما يريد·· وهنا تبرز أهمية دعوة الإمام الخميني رضوان الله عليه في إبراز أهمية هذه المدينة والتي أضحت مفرقا استراتيجيا لا يمكن التخلي عنها أو الانسحاب منها·
ومع علمنا أن الصهاينة لن يتخلوا هم عنها أيضا فسيكون ذلك إذاً نقطة الخلاف الدائمة التي يسيطر عليها الأقوى·
وبالرغم من المحاولات المتواصلة لليهود من فرض الأمر الواقع إلا أن الشعب الفلسطيني وبالأخص المقدسيين (سكان القدس) لن يسمحوا لهم بذلك حيث نجدهم متواجدين دائما في الساحة ملبين النداء ومسرعين للدفاع عن المسجد الأقصى كلما حاول الصهاينة الاعتداء عليه أو حرقه··
سيبقى يوم القدس شعلة مضيئة في سماء المسلمين لتجديد الدعوة في الدفاع عن المدينة المقدسة ومسجدها الأقصى الذي سيكون الإسفين الذي يفشل جميع معاهدات الاستسلام والرضوخ للصهاينة الذين يحاولون فرض الأمر الواقع كما يشاؤون ولكن وعي الأمة لن يسمح لهم بذلك· |
