| الانسحاب الأحادي الجانب والذي قامت به حكومة الإرهابي (أرييل شارون) قبل أسابيع على الرغم من أنه لا يشكل تنازلا كبيرا من قبل شارون كما صورت الكثير من وسائل الإعلام وأصحاب القرار في الكثير من دول العالم بما فيها العالمان العربي والإسلامي حيث إن الانسحاب لا يشكل إلا تطبيقا- جزئيا - لواحد من عشرات القرارات الدولية المتعلقة بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 م·
ولكن يبدو أن الأجندة الخفية بين العرب والإسرائيليين قد بدأت في الظهور العلني بعد أن أسقط أغلبهم ورقة التوت الأخيرة وبات يلعب (عالمكشوف) وكان أقصى الطموح العربي الانسحاب من القطاع الذي لا تزيد مساحته الإجمالية عن % 3.5 من أرض فلسطين التاريخية·
فحسب مصادر الصحافة الإسرائيلية والأجنبية والتي قابلها صمت عربي رسمي مريب فإن هناك لقاءات سرية جمعت بين دبلوماسيين من إسرائيل وكل من البحرين والإمارات والجزائر وليبيا واليمن وعقدت أغلب هذه الاجتماعات في قاعدة أمريكية في أديس أبابا بهدف تسهيل التعاون الاقتصادي كمرحلة أولى على أن يليها إقامة علاقات دبلوماسية كاملة·
والمراقب لما جرى في أروقة الأمم المتحدة منذ فترة والدعوة العلنية لوزير خارجية قطر لاتخاذ خطوات عربية إيجابية تجاه إسرائىل وقيام البحرين بإلغاء الحظر الاقتصادي على البضائع الإسرائيلية والخطوات التطبيعية من قبل الحكومة الباكستانية ودعوة المسؤولين الإسرائيليين لحضور الكثير من المؤتمرات الاقتصادية والسياسية في دول عربية لا تقيم علاقات علنية مع إسرائيل وما نشرته صحيفة المجلة السعودية في عددها رقم (1337) عن وجود اتصالات خليجية مع بعض الدول العربية للحصول على موافقات من أجل عقد مؤتمر سلام بين العرب وإسرائيل من دون التمسك بشرط الاحتكام للقانون الدولي فيما يتلعق باحتلال الأراضي الفلسطينية·
يثير جملة من التساؤلات وعلى رأسها: هل أن مبادرة الأمير عبد الله بشأن السلام قد أضحت حبرا علــى ورق وأن الــدول العربية ستقيم علاقتها مع إسرائيل حسب مصالحها الذاتية فقط؟
بكل أسف فإن الإجابة بالبنط العريض هي (نعم)· |
