جاء في كتاب الديمقراطية في الكويت (مسارها - واقعها - تحدياتها - آفاقها) للكاتب الأستاذ / أحمد الديين الغائب الحاضر ما يلي:
في فبراير من العام 1921 إثر وفاة الحاكم التاسع الشيخ / سالم الذي كان هناك ما يشير الى درجة من عدم الرضا شاعت في البلاد على حكمه فقد بادر عدد من رجالات الكويت الى الاجتماع في "ديوان البدر" لتحديد مطالب الأمة ولعلّنا نلاحظ أن الديوانيات كانت عبر تاريخ الكويت ولا تزال تقوم بدور مهم في الحياة السياسية، ففي ذلك الديوان اتفق المجتمعون على إعداد الوثيقة التالية:
"نحن الواضعين أسماءنا بهذه الورقة اتفقنا واتحدنا على عهد الله وميثاقه بإجراء البنود التالية"·
1- إصلاح بيت آل صباح كي لا يجري بينهم خلاف في تعيين الحاكم·
2 - إن المرشحين لهذا الأمر هم الشيخ أحمد الجابر والشيخ حمد المبارك والشيخ عبدالله السالم·
3 - إذا اتفق رأي الجماعة على تعيين أي شخص من الثلاثة يرفع الأمر الى الحكومة للتصديق عليه·
4 - المعين المذكور يكون بصفته رئيس مجلس الشورى·
5 - ينتخب من آل صباح والأهالي عدد معلوم لإدارة شؤون البلاد على أساس العدل والإنصاف·
وقد وافق الشيخ أحمد الجابر على هذه الوثيقة وبويع حاكما للكويت· انتهى
وفي الحقيقة لا أعلم ما الذي جعلني أتذكر تلك الوثيقة التاريخية المهمة محاولا ربطها بما يدور حاليا في الساحة السياسية من تباين واختلاف في وجهات النظر بين بعض رموز الأسرة الحاكمة من جهة، ومن جهة أخرى أستغرب هذه الهجمة على أمين عام التجمع الوطني بسبب مطالبته بإصلاح بيت الحكم في موتمره الصحافي الأخير، وهذه المطالبة لا أظن أنها بدعة قد ابتدعها ففي عام 1921 كان أهل الكويت قد طالبوا بإصلاح بيت الحكم أي أن هناك عرفا قد سبقه إليه أهل الكويت قديما·
سؤالنا المهم: أين دور أهل الكويت والقوى الوطنية ومجلس الأمة مما يجري حاليا من تداعيات واستحقاقات؟ نتمنى أن تنتهي على خير برضاء جميع الأطراف بلا غالب أو مغلوب إلا أن ما يهمنا في هذا الجانب هو المحافظة على الدستور أولا وأخيرا من الانتهاك والتعطيل·
* * *
بوجود الحكيم وصاحب القلب الرحيم ووالد الجميع صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد أعتقد أن هذه السحابة ستزول قريبا جدا وكلنا أمل بحكمة وحنكة صاحب السمو متمنين أن يكون الحسم سريعا مرضيا للجميع لأننا نحب الجميع ونرغب بالمحافظة على الجميع الكبير والصغير فاستقرار النظام هو استقرار للكويت ولشعب الكويت المرتبط بهذه الأسرة الكريمة منذ مئات السنين··
فلله در القائل··
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت··
وإن تولت فبالأشرار تنقاد··· |