رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 رمضان 1426هـ - 19 أكتوبر 2005
العدد 1700

حوار مع الذات(5)
فهد راشد المطيري
fahad@taleea.com

- هناك محاولات جادة لإصلاح التعليم الدراسي، ورغم ذلك يبدو الوضع كما كان عليه في الماضي! ما السبب في ذلك؟

- لا تستطيع أن تثبت مسمارا في جدار متهالك مشرف على السقوط، وإن كانت لديك مطرقة مكسورة فإن الأمر يصبح عندها مستحيلا! محاولات إصلاح التعليم الدراسي تأتي دائما من خلال قرار سياسي، وليس من رحم المجتمع نفسه· المشكلة هنا ذات طابع مزدوج، فمن جانب لدينانظام سياسي يفتقر هو ذاته إلى الإصلاح، ومن جانب آخر لدينا مجتمع لا يعي أهمية مشاركته في عملية إصلاح التعليم الدراسي! في العام الماضي التقى سمو رئيس الوزراء مع أقطاب وزارة التربية والتعليم لمناقشة الوضع التعليمي، وقد شاهدنا جميعا كيف اقتصر الاجتماع على رجال السياسة ورجال الصحافة! لقد بدا الوضع وكأن موضوع النقاش هو مسألة ترسيم حدود أو الإعلان عن حالة حرب، وليس أمرا اجتماعيا في غاية الحيوية كعملية إصلاح التعليم الدراسي!

- مع ذلك، هناك خطوات جادة قامت بها وزارة التربية والتعليم لإصلاح المناهج الدراسية، أليس كذلك؟

- من المؤسف حقا أن تأتي هذه الخطوات كرد فعل لقرار سياسي تم اتخاذه في واشنطن! لاحظ أن أساس المشكلة هو قرار سياسي داخلي، وحل جزء بسيط من هذه المشكلة ذاتها نتج عن قرار سياسي خارجي·

- هل لك أن توضح أكثر؟

- قبل عقدين من الزمن تقريبا، استحوذ تيار سياسي رجعي على عملية التعليم بمباركة السلطة السياسية، ومن ضمن نتائج هذا الاستحواذ هو ما نشاهده الآن من انتشار ثقافة الكراهية ونبذ الآخر، ثم يستمر الوضع على هذا النحو إلى غاية صدور قرار أمريكي بإعادة صياغة المناهج الدراسية لضمان احترام مفاهيم التسامح والتعايش السلمي بين الحضارات وقبول الآخر! ربما يعتقد البعض أن القرار الأمريكي يصب في مصلحة التعليم الدراسي لدينا، لكن من المهم التوقف قليلا للتعرف على دلالات هذا القرار· أولا، تطبيق وزارة التربية والتعليم لهذا القرار فيه اعتراف ضمني بوجود خلل خطير ضمن المناهج الدراسية، ورغم ذلك لم تحرك الوزارة ساكنا طوال سنين عديدة! السبب في ذلك واضح، فتلك كانت إحدى ضرائب تحالف السلطة السياسية مع التيار الرجعي! بعد ذلك يأتي القرار الأمريكي ليسقط هذه الضريبة عن كاهل الحكومة، النتيجة هي انتفاض التيار الرجعي ومطالبة الحكومة بالاستمرار بدفع هذه الضريبة وحجتهم في ذلك هو هذا التدخل السافر بالشؤون الداخلية للبلاد! هي حجة واهية بطبيعة الحال، ولإثبات ذلك يكفي أن نتخيل هذا السيناريو: لنفرض أن مناهجنا الدراسية تحتوي على مفاهيم راقية مثل أهمية حقوق الإنسان وصون كرامته، والتسامح مع الآخرين والقبول بحقهم في الوجود، ولنفرض أيضا أن قرارا سياسيا خارجيا، ليس من واشنطن هذه المرة بل من الرياض (مثلا)، تم اتخاذه لتغيير المناهج الدراسية لدينا، فهل من المنطقي أن نتوقع سماع هذه الأصوات التي تدعو إلى عدم التدخل بشؤوننا الداخلية؟!

ثانيا، وهذا هو الأهم، المجتمع الذي نعيش فيه هو المعني الأول والأخير بعملية إصلاح التعليم، ورغم ذلك لا يزال هذا المجتمع غارقا في سلبية غبية لا يستطيع التخلص منها! إنه مجتمع تسيّره قوى أخرى، ترسم له مساره وتقول له سر فيسير! طبقة التجار تحدد له ماذا يشتري، ورجال الدين يحددون له كيف يعيش وبماذا يعتقد!

يتبع...

fahad@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
معادلة رياضية لقياس الحرية
خطبة جمعة عصرية
الدقائق الأخيرة
عندما يرتفع السافل
في قفص الاتهام
المجتمع المحافظ والنزعة الفردية
أبحري يا سفينة الحمقى!
مفهوم الوطنية في ميزان العقل
الوطنية و حلبة الصراع من أجل السلطة
الديمقراطية واستبداد الأغلبية
إلا الدستور
... وحتى الدستور!
في انتظار جيل جديد
الشارع الكويتي ومثلث التظاهر
النجاح على قدر الصراخ!
وداعا...مبارك
هيبة الشيوخ و ضعف الدستور
التفكير النقدي
طريق الخلاص
المثقف بين الطموح وتسويق الذات
الأفكار الجديدة والتقاليد الموروثة
  Next Page

الدستور العراقي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
مارد الشرق العظيم:
سعاد المعجل
حوار مع الذات(5):
فهد راشد المطيري
مسجد الجهراء ليس الأول:
صلاح الفضلي
تطورات مرتقبة!:
عامر ذياب التميمي
الدور المطلوب:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
هل نملك الجرأة بالاعتراف بأميتنا... "البيئية"...؟:
مشاري الصايغ
تبعات الانسحاب من قطاع غزة:
عبدالله عيسى الموسوي
معقولة يا بورمية؟:
على محمود خاجه
رسائل قصيرة الى...:
مسعود راشد العميري
معالجة القروض مطلب وطني:
عبدالخالق ملا جمعة