رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 مايو 2006
العدد 1729

الجوع والسلاح
علي عبيد
aliobaid2000@hotmail.com

·     300 مليون طفل في العالم يذهبون كل ليلة إلى فراشهم وهم جوعى·

·     100 مليون طفل ممن هم في سن المدرسة لا يذهبون إلى المدارس·

·     67 مليون فتاة يمثلن ثلثي الأطفال الجوعى خارج المدرسة·

·     50 مليون طفل هو عدد الأطفال الجوعى الذين لا يحصلون على أي شكل من أشكال المساعدة·

·     19 سنتا هي التكلفة اليومية للوجبة المدرسية للطفل الواحد·

·     34 دولارا هي التكلفة السنوية مقابل الوجبة المدرسية التي تقدم للطفل الواحد·

·     يولد كل عام ما يقرب من 17 مليون طفل ناقصي الوزن لأنهم ورثوا الجوع من أمهاتهم اللاتي يعانين من نقص التغذية، ولو عاش هؤلاء الأطفال فترة أطول فإنهم سوف يعانون من الجوع أيضا· إن فقراء العالم ينقلون جوعهم ببساطة من جيل إلى جيل·

·    300 مليون طفل في العالم لا يأكلون ما يكفي لضمان نموهم الصحي· وهناك 6.5 مليون طفل كل عام لا يصلون قط إلى سن الخامسة لأن الجوع يجعلهم أضعف من أن يقاوموا المرض· يموت من هؤلاء الأطفال طفل كل خمس ثوان، ويعاني طفل من بين كل أربعة أطفال من نقص الوزن، بينما تمثل السمنة في البلدان الصناعية ظاهرة تبعث على القلق·

·    أكثر من 800 مليون شخص في العالم اليوم يعانون من الجوع بصورة مزمنة، وهم من النساء والأطفال والمرضى والمسنين·

·     من بين كل 10 أشخاص من أولئك الذين يموتون يوجد أكثر من تسعة أشخاص حاصرهم الفقر في مناطق ريفية نائية أو في أحياء حضرية فقيرة· هؤلاء لا تتناقل قصة موتهم الأخبار، لذلك فهم يموتون في صمت·

هذه الأرقام والإحصائيات يقدمها لنا برنامج الأغذية العالمي، أكبر وكالة إنسانية في العالم، ليثبت أن الجوع والأمراض المرتبطة به أكبر خطر يهدد الصحة على نطاق العالم، إذ إن عدد الناس الذين ماتوا العام الماضي بسبب الجوع وسوء التغذية أكثر من أولئك الذين ماتوا بسبب أمراض الإيدز والملاريا والدرن مجتمعة، وفي الوقت الذي اختفى فيه الجوع تقريبا من أذهان الشعوب في العالم الصناعي وأصبح مجرد لقطة عابرة على إحدى شاشات التلفزيون أو صورة مزعجة في صحيفة، يوجد على الجانب الآخر من الكرة الأرضية شخص واحد من بين كل ثمانية أشخاص يعجز عن الحصول على الغذاء الكافي لكي يظل معافى، ومعظم هؤلاء من الأطفال·

هذا ما تقوله تقارير برنامج الأغذية العالمي عن الجوع ، فماذا تقول تقارير المعاهد والمنظمات الأخرى عن الأوجه التي تنفق الدول فيها أموالها وترصد لها الجزء الأكبر من ميزانياتها؟

يقول التقرير السنوي الصادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام الذي يتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقرا له إن الإنفاق العسكري العالمي قد ارتفع عام 2005 وللعام السادس على التوالي بنسبة 5% ليصل إلى 1.04 تريليون دولار منها 455 مليار دولار أنفقتها الولايات المتحدة على تسليح جيوشها، كما زادت روسيا إنفاقها على التسلح بمقدار 26% في موازنة 2005· ويشير التقرير إلى أن بلدا فقيرا مثل إريتريا قد خصص ما نسبته %19.4 من إنتاجه القومي لشراء الأسلحة، وأن صادرات أكبر مئة شركة من شركات الصناعات الحربية في العالم توازي الإنتاج القومي لحوالي 61 بلدا فقيرا· وفيما لو تم حصر الأموال التي تصرف على التسلح فسوف تبلغ حصة كل فرد في العالم 120 دولارا أمريكيا، وبما أن 1.2 مليار نسمة من الدول النامية البالغ عددها 132 دولة يكسبون أقل من دولار واحد في اليوم، و3 مليارات نسمة يكسبون أقل من دولارين في اليوم، لذا فمن الطبيعي أن تستدين الدول النامية لشراء السلاح كما تستدين لشراء الغذاء والدواء· وعليه فقد ارتفعت ديون الدول النامية من 100 مليار دولار عام 1973 إلى 7.1 تريليون دولار عام 2005·

هذا ما يقوله تقرير المعهد الدولي لأبحاث السلام، وتقول التقارير الأخرى إن ما بين 300 و400 من الأثرياء في عالمنا يستحوذون على ثروة تعادل الأجر السنوي لنصف سكان الكرة الأرضية، أي حوالي ثلاثة بلايين إنسان، وفي حين ينفق العالم ما يزيد عن مليون دولار في الدقيقة الواحدة على التسلح فإن الإنفاق على الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم يتراجع في كل مكان، ففي بلد مثل الباكستان، تنفق الدولة على التسلح حوالي 110 أضعاف إنفاقها على التعليم والصحة مجتمعين·

أما تقرير التنمية البشرية لعام 2005 فيقول إنه وسط اقتصاد عالمي متزايد الازدهار يموت عشرة ملايين وسبعمئة ألف طفل كل عام قبل بلوغهم سن الخامسة، وفي حين يعيش خُمس بني البشر في بلدان يستهين الكثير من سكانها بإنفاق دولارين يوميا على فنجان قهوة من الكابتشينو فإن خُمسا آخر من البشر يبقى الواحد منهم على قيد الحياة بأقل من دولار في اليوم، ويعيشون في بلدان يموت الأطفال فيها بسبب العوز إلى ناموسية بسيطة تقي من البعوض· ووفقا لقاعدة بيانات للدخل العالمي فإن إبعاد مليار إنسان يعيشون بأقل من دولار في اليوم عن عتبة الفقر المدقع يكلف 300 مليار دولار، وهو مبلغ يمثل 1.6% من دخل أغنى 10% من سكان العالم·

لم يفعل الازدهار المتزايد في البلدان الغنية أي شيء يذكر لزيادة نسبة السخاء في تقديم المعونات للدول الفقيرة، إذ ارتفع الدخل للفرد في البلدان الغنية 6070 دولارا فيما انخفض العون للفرد دولارا واحدا، وتخصص البلدان الغنية مقابل كل دولار تنفقه على المعونات عشرة دولارات أخرى للميزانيات العسكرية، ويقول التقرير إن المليارات السبعة المتطلبة سنويا طوال العقد المقبل لتزويد مليارين و 600 مليون إنسان بفرص الحصول على مياه نظيفة هي أقل مما ينفقه الأوربيون على العطور، وأقل مما ينفقه الأمريكيون على الجراحة التجميلية الاختيارية، علما أن هذه المليارات السبعة استثمار من شأنه أن ينقذ حياة ما يقدر بأربعة آلاف إنسان في اليوم·

هذا ما تقوله الأرقام والإحصائيات، فهل ثمة ما يقال بعدها، أم أننا بحاجة إلى إعادة قراءة، ففي الإعادة إفادة أحيانا؟

ربما كان الأجدر بهذا المقال أن يمتلئ بعلامات التعجب التي خلا منها، فلم تُستخدم فيه علامة تعجب واحدة رغم ولعنا وغرامنا بعلامات الترقيم على اختلاف أنواعها، ولا إخالنا بحاجة إلى توضيح السبب إذ الحال كله يدعو إلى العجب· فهل تصل الرسالة إلى المعنيين بها أم تضل طريقها كما ضلت قبلها رسائل كثيرة؟

هذا هو السؤال الذي بحاجة إلى ألف علامة استفهام وتعجب حتى لا نضع في آخر السطر نقطة ثم نمضي بعد أن نكسر القلم·

كاتب إماراتي

aliobaid2000@hotmail.com

�����
   

السياحة والإرهاب وقانون الطوارئ!:
سليمان صالح الفهد
حديث الدواوين ليش يلحسون كلامهم؟:
أحمد صالح الجميري
الحل الرابع:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
معسكر الأخيار!!:
سعاد المعجل
هل تعطّش الصين للنفط يهدد سلامة الطاقة في العالم؟:
عبدالعظيم محمود حنفي*
انكشف المستور في الدوائر ال 5:
محمد بو شهري
جمعيتنا.. (مخطوفة)؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
أبو مازن بين مطرقة الاحتلال وسندان المقاومة:
د. نسرين مراد
أزمة الدوائر:
مسعود راشد العميري
قوانين الأجل ومجلس الهزل:
عبدالعزيز حميدان الدلح
نبيها خمسين....!:
المحامي نايف بدر العتيبي
ثقافة المرحلة:
عبدالله عيسى الموسوي
جدلية الاعلام والواقع:
د. حصة لوتاه
الجوع والسلاح:
علي عبيد
الاثنين الخالد:
يوسف الكندري
الأولى.. بداية غير مشجعة!:
عبدالخالق ملا جمعة
دائرة النفوذ الوطنية:
فيصل عبدالله عبدالنبي
من الخمس الى الدائرة الواحدة:
علي غلوم محمد