منذ احتلال مدينة القدس المقدسة لدى الأديان السماوية كافة بعد هزيمة العرب في حرب 1967م والمسجد الأقصى الذي له مكانة عظيمة في الإسلام كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا محمد بن عبد الله الى السماوات العليا في معجزة الإسراء والمعراج الخالد يتعرض لأبشع مخطط لطمس معالمه، تمهيداً للمخطط الصهيوني الأكبر الرامي لهدم المسجد وتدمير الآثار المحيطة به وبناء هيكل نبي الله سليمان على أنقاضه حسب المزاعم الدينية اليهودية المنحرفة·
وما يجري اليوم في فلسطين من عمليات حفر وهدم بجوار باب المغاربة وعلى بعد 60 متراً من حائط البراق المقدس يشكل سلسلة من حلقات مدروسة بعناية تهدف للنيل المتدرج من المسجد والمقدسات خصوصا في ظل الصمت العربي الرسمي المعيب، وتصدي قوات الأمن في بعض الدول العربية بقسوة لجموع المواطنين البسطاء الذين أرادوا أن يعبروا عن إدانتهم لهذه الجريمة مما يشكل قمة حالة المهانة التي تعيشها أمتنا اليوم·
إن الواجب الشرعي والقانوني والإنساني يحتم علينا نصرة إخواننا في فلسطين، والعمل قدر الإمكان لكشف مخططات العدو الصهيوني، وإيصالها للناس البسطاء قبل المثقفين·
وليعلم الجميع أن المسجد الأقصى كما هو حال جميع المقدسات الإسلامية والتاريخية هي ملك للإنسانية جمعاء وليست ملكاً لجماعة أو دولة أو حزب يتصرف بها كيفما يشاء·
ومن هذا المنبر الإعلامي أدعو إخواني في هيئة "كويتيون لدعم الصمود" التي كان لها دور إعلامي وتوعوي بارز إبان الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان لأن يتحملوا عبء المسؤولية الشرعية والإعلامية الملقاة على عاتقه، ويكثفوا حجم أنشطتهم في المجتمع الكويتي كما كان الحال في الحالة اللبنانية لأن التوعية الإعلامية والثقافية السياسية هي أحوج ما نحتاجه في مجتمعنا هذه الأيام خصوصاً في ظل الانقسامات المذهبية والخلافات الطائفية التي تؤجج نارها قوى معروفة للجميع· فليكن لنا موقف واضح ونعلنها بأعلى صوت أن القدس وقضية الأمة المركزية توحدنا مهما كانت خلافاتنا الأخرى جروحها غائرة· |