"أنا متأكد من أن الطاقم الأرضي كان قد أبلغكم عن سبب تأخر الطائرة عن توقيتها المفترض" كان هذا جزءا من كلمة كابتن الكويتية من بيروت الى الكويت 502 يوم الجمعة 2 فبراير التي كان المفترض أن تقلع في الثالثة والنصف عصرا لكنها تأخرت الى الواحدة من صباح اليوم التالي· الظريف في الأمر أن الكابتن ربما كان معتمدا على اللوائح المعتادة في مثل هذه الحالات عندما توقع أن الطاقم الأرضي كان قد أبلغ المسافرين بسبب التأخير وأن هذا الطاقم قد قام بالواجب حسب الأصول المتبعة في أي طيران يحترم مسافريه، ولم يعلم الأخ الكابتن أن المسافرين خلال الساعات العشر التي انتظروا فيها الطائرة اعتمدوا على الطريقة الكويتية المعتادة: أعرف واحد يعرف واحد في الكويتية يجيبلكم الخبر الحين!! أي اعتمد المسافرون على مصادر الإشاعة بسبب فقدان المعلومة من مصدرها المفترض· فهذا الذي يحلف أنها غادرت الكويت الساعة السابعة وذاك الذي يؤكد أن صديقه في العمليات قال إنها قد أقلعت في الثامنة ثم الذي يقول إن معلوماته أنها ستقلع في الثانية عشر ليلا وهكذا بينما معلومات موظفي المؤسسة في الكويت وبيروت ليس لديهم سوى نسخ من تلك الإشاعات لا أكثر·
بالمناسبة حتى هذه اللحظة لم أعرف سبب التأخير حتى بعد سؤال الطاقم الطائر بعد أن أخوثتني إجابات الطاقم الأرضي، ولمعلومة الأخ الكابتن والشيخ رئيس المؤسسة لم أر وجميع من معي أحدا من الطاقم الأرضي طيلة مدة التأخير اللهم إلا قبل هبوط الطائرة في بيروت عندما أتت موظفة لطيفة طلبت منا بطاقات الجلوس لتعديلها فأبلغتنا أن الطائرة التي وصلت هي بديلة للطائرة التي كنا ننتظر، أقول هذا مراهنا على خيال القارئ لوضع ركاب الطائرة ممن لم يتمكنوا من استخدام صالة طيران الشرق الأوسط المخصصة لركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال·
ساعات الانتظار كان لها فوائد جانبية حيث الحديث الأكثر عمقا (بسبب طول الوقت) مع المسافرين الآخرين سواء من تعرفه من قبل أم من عرفك عليه طول الانتظار، الحديث في غالبه كان عن بؤس المؤسسة وضرورة نسفها بالكامل وإعادة ترتيبها على أصول تجارية ومؤسسية حتى لو كان الثمن دفع رواتب الحشو غير المجدي من موظفي واسطات الأعضاء وهم في بيوتهم·
أحلى تعليق جاء على لسان مسافر ساخر عندما قال: على كل حال ستصل الكويتية قبل وصول صديقنا الذي سافر بالسيارة·
موقف طريف
كنت قد سافرت الى بيروت على طيران الشرق الأوسط وقررت العودة على الطيران الوطني لأن موعدها أبكر ما يعطيني وقتا مع الأسرة التي افتقدتها خلال عطلة نهاية الأسبوع·
عندما علمت أن الطائرة ستتأخر قررت البحث عن حجز على الطيران اللبناني فقيل لي إن المقاعد المتبقية حجزت من قبل مسافرين آخرين حولوا من الكويتية· فأيقنت أني منتظر قدري لا محالة·
لكن وأنا أتحدث الى مسافرين آخرين عن حظي الذي رماني على "الكويتية" قال لي الأستاذ علي الموسى ما كدرني أكثر، حيث تبين أنه وأصدقاءه هم الذين أخذوا المقاعد الشاغرة على طائرة الشرق الأوسط قبل وصولي الى مكاتب الشركة بدقائق لكنهم عندما سمعوا أحد أفراد الطاقم الأرضي المعتمد على الإشاعات وهو يقول: إنه لا مبرر للحجز على الشرق الأوسط التي ستقلع في الثامنة لأن "الكويتية" المتأخرة ستصل وتقلع في الوقت نفسه، قام الموسى ورفاقه بإلغاء حجز الشرق الأوسط (يعني ضيع علي الحجز ثم ألغاه) وأقلعت الطائرة اللبنانية في موعدها ونحن نحملق في وجوه بعضنا حسرة لأن "الكويتية" لم تقلع من الكويت آنذاك!! |