رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 يوليو 2007
العدد 1783

���� �������
كنت قبل يومين أتحدث مع صديق لي من إحدى الدول العربية، يعمل في إحدى المجلات الثقافية التي تحمل بين طياتها مادة قيمة وتحاليل علمية لمختلف جوانب الثقافة العربية· وفي سياق حديثه عن نطاقات توزيع المجلة في العالم العربي، ذكر أن ما يوزع في دولته - الغنية بالسكان والتاريخ المجيد - أقل بكثير مما يوزع في البلدان العربية خصوصاً دول الخليج، ثم ذكر لي قصة حصلت له في أوائل التسعينيات.
دستور الكويت، الباب الأول مادة (12) "تصون الدولة التراث الإسلامي والعربي، وتسهم في ركب الحضارة الإنسانية".
لنتوقف عند الجزء الثاني من المادة "تسهم في ركب الحضارة الإنسانية"· ما الحضارة الإنسانية؟ إن الحضارة بمفهوم شامل تعني الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي يتمتع به شعب معين في حقبة معينة.
زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون أما ما أكلناه فهو جرعات من المحسوبية والقيم والأعراف الهجينة التي تخالف المنطق والعقل وتفسد السليقة والفطرة وما يتوجب علينا زراعته هي تلك المفاهيم السليمة، التي تساعد في توليد المعرفة وبالتالي القدرة على محاربة جميع المثالب المجتمعية والتكدسات الحزبية الفاسدة، والوقوف ضد هذه المصالح الأنية التي تفرض على الإنسان الإنسلاخ عن أسس العقيدة وتقبيح النفس·
قلمــــي
اعتدنا إخواني أخواتي الأعزاء القراء منذ كتابتنا في جريدة الأحرار "الطليعة" أن نختم سلسلة مقالاتنا المتواضعة بمقال تحت عنوان "صيفيات السنة الفلانية" قبل التوقف عن الكتابة في شهري يوليو وأغسطس الملتهبين··· حيث نتناول بهدوء أهم النقاط والمواضيع التي نوقشت في البلاد في أثناء فترة أوائل بدايات الصيف الممل ومنها في عام 2007 كالآتي:
عزيزي القارئ: أليس حب الأوطان من الإيمان؟ أليس الذي يضع مصالحه ومصدر رزقه على أكفه من أجل وطنه بشريف وما أكثرهم؟! أليس الذي يجرؤ بالجهر برأيه بكل صراحة وشفافية حيال بعض الأمور المختلة في بلده بحريص وجسور؟ وذلك بالطبع وفقا للمادة الدستورية رقم 36 (حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما)،
دوي الأفكار
من منطلق "التاريخ يعيد نفسه"، و"سيروا في الأرض فانظروا عاقبة الذين من قبلكم"، وما إن يصاب مجتمع ما بداء فلا عليه إلا أن يفتش في الأمم والحضارات السابقة فإنه في أغلب الأحيان سوف يجد الحل، والسبب أن الإنسان هو الإنسان ممكن أن يتطور في جوانب الآلة والأمور المادية، ولكن الجانب الأخلاقي والنفسي والعقلي والإجتماعي والروحي هو نفسه في صراعه مع سلبياته وإيجابياته والخير والشر،
هل تعتقد أنك إنسان حر؟ ماذا لو أجبتك بأني أكثر حرية منك؟ لماذا تعتقد أن نسبة الحرية في هذا البلد ارتفعت؟ ماذا لو قلت لك أن نسبة الحرية انخفضت؟ كل سؤال من هذه الأسئلة يفترض وجود طريقة نقيس من خلالها مقدار الحرية، ولكن ما هذه الطريقة؟ في عام 1983، كتب أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة مانشيستر، البروفيسور "ستاينر"، بحثا يتناول من خلاله كيفية قياس مفهوم الحرية، وذلك من خلال معادلة رياضية واحدة!
على خلاف العادة والمألوف، أو ما هو متوقع على الأقل من شخص طبيعي، لم تستفزني صور أيتام العراق التي كشفت عنها محطة (سي· بي· إس) الأمريكية الأسبوع الماضي!
صحيح أن آثار المجاعة والمرض والإهمال التي كانت بادية عليهم يمكن أن تستفز أقسى القلوب وتحرك مشاعر أي إنسان، ومع ذلك لم يستفزني منظرهم ولم يحرك مشاعري!
- ليست اقتراحات برغبة أو قوانين·· بل اقتراحات بآمال نتمنى أن تتحقق في الكويت، ولكن هيهات ان نجد آذا تسمع ما فيه مصلحة للكويت دون تنفيع لهذا وذاك، على أي حال فإننا نقوم بدورنا ونسأل الله أن نلقى أحدا يسمع.
برسم صحيفة "الطليعة" الغراء: لست "منبريا" ولكنني متعاطف معهم بشكل أو بآخر كما يعبر عن ذلك زميلنا في رابطة الاجتماعيين الدكتور محمد صالح المهيني وكما قلتها أنا للدكتور وليد الطبطبائي، آمل أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فكبر بصوته الجهوري هو ومرافقوه قائلين الله أكبر··· الله أكبر!!!
آفاق ورؤيـــة
في نشوة انتصارات أمريكا في العراق وقف وزير خارجيتها السابق رونالد رامسفيلد منتشيا وهاجم ما أسماه أوروبا القديمة ويقصد فرنسا خصوصا التي وقفت ضد احتلال أمريكا للعراق.
وكان يعني بذلك أن عهد أوروبا لقيادة العالم انتهى وبدأ عهد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة اليمين الجديد.
طبيب عربي يفخخ سيارة ليفجرها في لندن وطبيب آخر بريطاني يقوم بإجراء عمليات تجميل في عمّان! يا لها من مفارقة عجيبة! ويا له من زمن رث! هل هو زمن العولمة حقاً؟
فكرة العولمة تقوم على أساس توحيد ما يمكن توحيده وتقريب ما يمكن تقريبه بين الشعوب والحكومات والتكتلات الدولية لاسيما بين العالمين الشرقي والغربي لما يحملانه من اختلافات في الموروث الثقافي وأنماط الحياة والتقاليد، بالاضافة الى الترسبات النفسية والعقائدية التي تركتها الحروب الباردة والساخنة بين المعسكرين، إنها محاولة لتحقيق الحد الأدنى من التقارب وبالتالي سيكون التعاطي الاقتصادي والسياسي والعلمي والثقافي أكثر مرونة وأكثر سلمية.
يحكى أن ملكا قد وضع مكافأة ثمينة لمن يستطيع أن يجعل "الحمار" قادرا على الكلام خلال سنة· وقد تطوع أحد الرعية مدعيا قدرته على تحقيق رغبة الملك والظفر بالمكافأة· وقد لام أهل القرية المواطن على جرأته وبأن الملك سوف ينتقم منه لأنه ما من أحد يستطيع تحقيق تلك الرغبة والعبث مع الملك، إلا أن المواطن ضحك على أهل القرية وقال في نفسه··· بعد سنة من يعلم "يا أنا أتوفى أو أن الملك يتوفى أو الحمار يتوفى"!!!
طبيعي جدا، في الأردن الشقيقة "يشلخون" ظهور طلابنا ويعتدون عليهم ويتلفون سياراتهم ويضايقونهم ويغنون "يا هلا بالضيف ضيف الله" وربعنا يردون "إي والله"، دون أن يحركوا ساكنا تجاه كل ما يتعرض له طلابنا، حتى أصبح أمرا مألوفا وعاديا ضرب الكويتي هناك حتى يبان له صاحب!
نافذة على "الطليعة"
لقد هاجرت طيورنا البرلمانية تبحث عن الراحة والجو البارد دون قطع للكهرباء وقطع للمياه وبعيدا عن الناخبين ومتاعبهم التي لا تنتهي أبدا، وكثرت في الصحف والمجلات الاعتذارات عن استقبالهم إلى ما بعد العطلة الصيفية، وتركوا مجلس الوزراء يعاني في الصيف البركاني، وكأن العائق هم النواب، لكي يعالجوا القصور الذي في وزاراتهم حتى عشعش فيها الفساد والذي لا تحمله حتى "بعارين الجزيرة العربية" كلها،
قضيتنا المركــزية
يعاني إخواننا في فلسطين المحتلة العديد من المصاعب والمعوقات التي تمارس بحقهم بصورة يومية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان·
ومن المصاعب اليومية التي لا يشعر بها إلا من يعيش معاناتها وأهوالها قضية الحواجز العسكرية التي يضعها الجيش الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية،
استمعت إلى جلسة مجلس الأمة المخصصة لمناقشة ميزانيات مؤسسة الموانئ، الخطوط الجوية الكويتية، كونا، وهيئة الصناعة وهالني ما تم مناقشته من تجاوزات وتعدي على المال العام وحقوق العمالة الوطنية وما يكتنف هذه المؤسسات من ضياع وفساد مالي وإداري وتجلت عدم الكفاءة والقدرة على الإدارة في أشخاص مجالس إدارات هذه المؤسسات ومجالس إداراتها