| دستور الكويت، الباب الأول مادة (12) "تصون الدولة التراث الإسلامي والعربي، وتسهم في ركب الحضارة الإنسانية"·
لنتوقف عند الجزء الثاني من المادة "تسهم في ركب الحضارة الإنسانية"· ما الحضارة الإنسانية؟ إن الحضارة بمفهوم شامل تعني الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي يتمتع به شعب معين في حقبة معينة·
فإذا كانت الكويت تنص وتضع في دستورها أنها دولة تسهم في ركب الحضارة الإنسانية، فلماذا نرى أفعالا تسهم في تخلف الحضارة الإنسانية وليس تطويرها!
نرى هذا التخلف عندما ندخل معرض الكتاب بحثا عن كتب جديدة ننور ونثقف بها عقولنا فنكتشف أن قائمة الكتب الممننوعة أطول من قائمة الكتب الموجودة في المعرض· فهل يعقل أن يغلق أحد أكبر المحلات التجارية في بلد ديمقراطي متحضر بسبب رواية! تمنع الروايات والكتب العلمية بحجة أنها تحرض على الفجور أو تتعرض للذات الإلهية، ولا تمنع الكتب الدينية التي تحرض على الطائفية والتعصب في مجتمع صغير مثل مجتمعنا· فما الأشد ضررا هذا الكتب أم رواية بها بعض الكلمات الجنسية أو كتاب علمي يتحدث في عالم عن نشأة الأرض واستحالة خلقها في سبعة أيام!
نرى هذا التخلف عندما نحاول الدخول على أحد المواقع الإلكترونية أو المدونات فنجدها محجوبة!
والمضحك أني أعتقد أن كلمة محجوب مشتقة من الحجاب، إذاً فالسياسة المتبعة نستطيع أن نسميها بسياسة التحجيب! سياسة التحجيب هي السياسة التي يتبعها بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي ويريد بها أن يحجب أو يأسلم بها دولتنا الكويت· فنراهم يتسابقون لوضع قوانين تقيد الحريات وتمنع الناس من أبسط حقوقهم·
فمن أنت يا أيها المشرع لتقرر لي ماذا أقرأ وماذا أشاهد وما نوع الرياضة التي أستطيع ممارستها! وأعتقد أنه من باب أولى أن تشرع قوانين تسهم في التنمية وتطور الكويت على الصعيد الاقتصادي لنواكب نهضة بقية الدول، فالعالم يركض إلى الأمام ونحن نطير إلى الخلف·
الكويت دولة %60 من تركيبتها السكانية شباب تحت سن الثلاثين، وهذا يعني أن غالبيتهم في مرحلة تكوين الشخصية والذات الاجتماعية والثقافية· ففي هذه المرحلة يتثقف الإنسان ويتحدد مصيره المستقبلي·
سأتكلم عن نفسي كطالبة جامعية في العقد الثاني من العمر أنا أرى أنه من الضروري أن أقرأ كل شيء وبقولي كل شيء أعني كتبا تعكس جميع التوجهات والأيديولوجيات المختلفة لأختار منها ما هو قريب من توجهاتي ويعبر عني، فنحن سياسيو الغد ونحن مشرعو الغد ونحن مربو الأجيال القادمة ونحن من سيصعد بالكويت إلى أعلى درجات التطور من جميع نواحيه إن شاء الله، فهل يعقل أن تغمضوا أعيننا وتكمموا الأفواه، هل تريدون لنا أن نعرف فقط ما تعلمونا إياه!
الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مخيرا وليس مسيرا، فمن حق الإنسان أن يقرر لنفسه، وأن يضع لنفسه قوانينه الخاصة، فهو وحدة له الحق بأن يمنع نفسه عن أشياء محددة، هو الذي يحدد الصح من الخطأ· فإذا كان صاحب القرار يريد تحجيب عقول الشعب الكويتي فأوجه له كلمة: لك الحق بأن تحجب عقلك ولك الحق أن تحجب عقول أبنائك، لكن ليس من حقك أن تحجب عقول شعب كامل·
لدي اقتراح بسيط في حال سيطرة أصحاب العقول المغلقة على دولتنا وعندما تطبق سياسة التحجيب على نطاق أكبر يرجى استخدام الحجاب "بوقوطي روب" تماشيا مع الموضة السائدة في البلاد·
* طالبة علوم سياسية
n.alsayegh@hotmail.com |
