| أنا شخصياً مللت من الحرب الإعلامية التي يشنها اللوبي الصهيوني - وكذلك بعض السياسيين والمثقفين العرب - عندما يتم الحديث عن المحرقة التي ارتكبها الجيش الألماني إبان الحرب العالمية الثانية بحق العديد من الأبرياء ومنهم عدة آلاف من اليهود الأوروبيين·
فالمحرقة أو ما يطلق عليه - الهولوكوست - حقيقة تاريخية لا خلاف عليها، ولكن آلة الإعلام الصهيونية استغلتها أبشع استغلال، وضخمت من حجم ضحاياها اليهود وحاكت الكثير من القصص والروايات البشعة - المختلق أغلبها - وبينت للعالم أن اليهود تعرضوا لمظلومية كبرى، لا يحق لأحد أن ينتقدها أو يقلل من حجمها وإلا أدين باعتباره معادياً للسامية·
ومنذ أسابيع قلائل، أقيم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤتمر علمي، نظمته إحدى مراكز الأبحاث والدراسات حول حقيقة الهولوكوست وذلك بمشاركة مجموعة من الباحثين وبرعاية مباشرة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد·
وبغض النظر عن الأبحاث والدراسات التي قدمت في المؤتمر، فقد مورست حرب إعلامية ضخمة على المؤتمر وإيران لأنها تجرأت وفتحت الملف المقدس لدى الصهاينة، ووصل الأمر لإقامة مبادرة شعبية ورسمية إسرائيلية يقودها اللوبي اليهودي بالعالم بهدف تنظيم حملة دولية لمحاكمة الرئيس الإيراني والقائمين على المؤتمر·
وهنا، نحن نتساءل!! ونطرح جملة تساؤلات عن الهولوكوست الإسرائيلي المسكوت عنه والموثق إعلامياً وقانونياً، ذلك الهولوكوست الذي يمارس يومياً منذ ستة عقود بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ونقول:
- هل تدمير 418 قرية ومدينة فلسطينية في سنة 1948م لإقامة دولة إسرائيل على أنقاضها لا يعتبر جريمة هولوكوست يعاقب عليها القانون الدولي؟
- هل تهجير وطرد 800 ألف فلسطيني من ديارهم في أكبر عملية تهجير جماعي في عام 1948م لا يعتبر جريمة هولوكوست يعاقب عليها القانون الدولي؟
- هل استمرار اعتقال عشرة آلاف فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي من دون جريمة لا يعتبر جريمة هولوكوست يعاقب عليها القانون الدولي؟
- وهل كل هذه الجرائم اليومية التي ترتكب بحق الفلسطينيين وتنقلها وسائل الإعلام للعالم أجمع لا تعتبر جرائم هولوكوست تتطلب موقفاً دولياً قوياً حيالها؟!!·
abdullah.m@taleea.com |
