رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 30 رمضان 1426هـ - 2 نوفمبر 2005
العدد 1702

بلا حــــدود
لا تغيير بلا بديل!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

ماذا بعد الإعلان عن تقرير "ديتليف ميليس" رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس "رفيق الحريري"·· الذي اتهم الأجهزة الأمنية السورية واللبنانية بالمشاركة في الجريمة؟

التكهنات كثيرة، والتوقعات تتفاوت بين متفائلين بأن يوفر الإعلان عن التقرير قاعدة لتحركات جادة ستعمل على تصحيح المسار السياسي في كل من لبنان وسورية، وبين توقعات متشائمة لا ترى في التقرير محركا أو دافعا لإعادة رسم السلوك السياسي في كل من البلدين!!

ومن بين التوقعين تبرز الرؤية الأكثر واقعية وإن كانت رؤية قاتمة ومحبطة، لكنها تتلاءم مع المناخ السياسي في العالم العربي بشكل عام، يرى أصحاب هذه الرؤية، أن ما كشف عنه تقرير "ميليس" لن يدفع بالتغيير الحقيقي والمطلوب·· التغيير الذي من المفروض أن يحجم نشاط وسطوة الدولة البوليسية ويوفر ممارسة ديمقراطية، وحريات فردية ومجتمعية تساهم وبصورة مباشرة في تشكيل مناخ سياسي صحي ومستقر، وأن كل ما قد تسفر عنه مثل هذه التهم المباشرة، تغيير شكلي في المقاعد والمناصب، يدفع بأسماء لم يلوثها التقرير بشكل مباشر الى المقدمة·· ويتراجع ببعض الرموز المتهمة الى ما وراء الكواليس، لفترة محددة، والى أن يهدأ الغبار الذي أثاره "ميليس" وتقريره· مثل هذا الواقع المحزن، لا يقتصر على سورية وحدها، ولا على لبنان وحده، وإنما هو واقع يسود كل تضاريس الخريطة العربية، وحيث تنشط حركة المراوغة الإصلاحية، والتي لا تتجاوز تبديل الشكل الخارجي للنظام السياسي حين تعصف بأركانه جريمة أو هزيمة سياسية أو عسكرية، ويتم تبديل الكراسي بشكل درامي بحت لا يمس جوهر القضية ولا لب الخلل السياسي·

لقد شكلت الثورة الإيرانية في العام 1979، أولى حركات التغيير في المنطقة، كما أنها طرحت وجها جديدا من التغيير لم يكن متلائما مع الرؤية الغربية للتغبير السياسي في منطقة الشرق الأوسط بل متناقض معها، وهي - أي الثورة الإيرانية - وبصرف النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا معها - قد قدمت نموذجا حقيقيا للتغيير السياسي، لم تعهده المنطقة من قبل، ولم يتوقعه اللاعبون الدوليون فيها، سواء الولايات المتحدة أو غيرها·

بعض المتابعين يرون أن التردد الأمريكي في حسم مآزق سياسية في منطقة الشرق الأوسط يعود الى عدم توافر البديل لدى الإدارة الأمريكية لشغر ما قد يسفر عنه أي تغيير سياسي من فراغ، وخير مثال على ذلك تفكك نظام الشاه وهو الحليف الأقوى لأمريكا، وذلك بفعل الضربات القاضية من قبل جناح الخميني آنذاك، مما اضطر الولايات المتحدة للإذعان لشكل التغيير المقبل، بسبب عدم توافر البديل القادر على شغر ما أحدثه انهيار نظام الشاه الحليف الأقوى·

مثل هذا الموقف يتكرر الآن مع الحالة السورية وخاصة بعد تقرير "ميليس" الصريح وبحيث حذرت وكالات استخبارية أمريكية من أن الكشف عن تورط مسؤولين سوريين في اغتيال الرئيس الحريري قد يؤدي الى انهيار النظام السوري قبل أن يتوافر البديل، وأن تقرير "ميليس" يكون في هذه الحالة قد صعب الأمور ولم يسهلها، وشكل مأزقا سياسيا للإدارة الأمريكية  خاصة أن واشنطن بحاجة ماسة لتعاون سوري يمنع نشاط تسلل وعبور الإرهابيين والانتحاريين الى العراق عبر الأراضي السورية·

الأزمة العربية إذا لا تكمن فقط في تلك الجرائم والتجاوزات السياسية وحدها، وإنما هي في حقيقة الأمر تعود الى غياب البدائل المخولة لتحقيق نقلة نوعية صحيحة تؤمن تغييرا نحو الأفضل·

وهذا بالتحديد هو الأمر الواقع الذي يسود المناخ السياسي العربي، سواء في العراق أو في سورية، أو في مصر، أو في أي نظام سياسي يتعرض للنقد أو للرفض من قبل مواطنيه وشعبه، أما الأسباب فتعود في أغلبها الى غياب البعد الاستراتيجي المستقبلي من كل الأجندات، سواء كانت معارضة أم موالية ومهادنة·

تقرير "ميليس" إذا سيبقى كغيره مجرد منصة لتفريغ الاعترافات والتي سرعان ما يطويها انشغال الشعوب بلقمة عيشها·· وعودة العمل الى طبيعته في قاعة النظام السياسي المتهم·

 

* ينشر بالتزامن مع "البيان" الإماراتية

suad.m@taleea.com 

�����
   

سلاح الكلمة الجادة :
د.عبدالمحسن يوسف جمال
لا تغيير بلا بديل!!:
سعاد المعجل
حوار مع الذات 6:
فهد راشد المطيري
حوار مع الذات 6 :
فهد راشد المطيري
انتكاسات البيت الأبيض وتداعياتها:
مسعود راشد العميري
تعديل الدوائر ·· تعديل لوضع البلد:
محمد بو شهري
حوار مع الذات 6:
فهد راشد المطيري
بلدية "باقر"!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
متاهات عربية!:
عامر ذياب التميمي
تركيا تطرق أبواب البيت الأوروبي:
د. محمد حسين اليوسفي
قضيتنا المركزية :
عبدالله عيسى الموسوي
العولمة - المارد القادم:
كامل عبدالحميد الفرس
يقولون ما لا يفعلون··:
محمد جوهر حيات
عيـادي:
على محمود خاجه
ولد الديرة :
المحامي نايف بدر العتيبي