|
"ولد الديرة" ممثل كويتي لقب نفسه بلقب عزيز، الكل يحسده عليه، لكنه للأسف الشديد يسيء لهذا اللقب من حيث لا يعلم كثيرا، "ولد الديرة" الحقيقي هو الذي يتصف بصفات أهل الديرة عبر كفاحهم منذ القدم فالطيبة والأخلاق الحميدة والتعاون والتعاضد والاتحاد كان من أهم صفاتهم، "ولد الديرة" اليوم يجب أن يكون كأسلافه محبا لوطنه ولفنه يغار على وحدته الوطنية، مثالا يحتذى به أمام الجميع في الداخل والخارج، لكننا نجد هذا الممثل وفي كثير من الأحيان في أعماله يتخذ أسلوب (الطنازة) والاستهزاء على خلق الله من ممثلين وآخرين سبيلا لانتزاع الضحك من الجمهور أو المشاهدين ومن أجل ذلك لا يتورع عن قول أي شيء يخدم هدفه وهنا مكمن الخطأ وهذا ما وقع فيه في برنامج (قرقيعان) الذي بثته قناة (الراي) والذي بسببه اقتحم العشرات من أبناء قبيلة (الصلبة) مبنى وزارة الإعلام في السالمية احتجاجا على جملة وردت في البرنامج على لسان الممثل "ولد الديرة"·
المهم في هذا الحدث هو ردة الفعل القوية والعنيفة من بعض الشباب وصغار السن والذي لا يجوز ولا يمكن أن يحدث بأي حال من الأحوال في دولة القانون والمؤسسات!
فطرق الاحتجاج والتظاهر السلمي مكفولة للجميع وحرية الرأي لا تعني أبدا ما حدث عبر الاعتداء على الشرطة والممتلكات وتهديد سلامة العاملين في التلفزيون والتحرش بالشرطة، والسؤال الذي يطرح نفسه؟ ماذا لو استطاع الحشد الغفير الغاضب الإمساك بالممثل "ولد الديرة" وقتها ماذا سيحدث؟!
"ولد الديرة" أخطأ واعتذر وهو خطأ شخصي فردي قد يكون غير مقصود ولكنه يبقى شخصيا، لكن الخطأ الجماعي هو المشكلة الخطيرة، فلو قامت كل قبيلة أو طائفة أو مجموعة بالتعبير عن رأيها أو الاحتجاج بالطرق العنيفة التدميرية هذه في مجتمع يتكون من عدد كبير من القبائل والعوائل والطوائف والمذاهب والهجرات لحدثت الفتنة والتفرقة وحتما ستجد من يغذيها إن هي حدثت لا سمح الله·
للدولة هيبة والقانون يطبق على الجميع والقضاء الكويتي عادل ونزيه وعلى المتضرر اللجوء إليه ليحكم له أو عليه فلا يعقل بعد نصف قرن من الديمقراطية وسيادة القانون أن تحدث مثل هذه النعرات والممارسات الخاطئة، كلنا كويتيون متساوون بالحقوق والواجبات لا تفرقة ولا عصبية بيننا والقانون وتطبيقه هو الفيصل بيننا·
"كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك والله يحفظ الكويت"·
nayef@taleea.com
|
