|
في الأسبوع الماضي نشرت الصحف اليومية تصريحا لسمو رئيس مجلس الوزراء، يقول فيه: إن الحكومة جادة في تعديل الدوائر الانتخابية بعد إجازة عيد الفطر المقبل إن شاء الله· وأيضا خلال هذا الأسبوع نقلت صحيفة "القبس" الغراء خبرا آخر يتعلق بإعداد ثلاثة تصورات حكومية بشأن تقليص الدوائر، وكلها سوف تقوم على مبدأ الدوائر العشر، ولكن وفق تقسيمات جغرافية مختلفة الحدود·
كما هو معروف أن القانون سيء الذكر والذي أدى الى تغيير وتوسيع الدوائر الانتخابية منذ عام 1981، قد تسبب في إفراز الكثير من الأمراض والظواهر الدخيلة على مجتمعنا الصغير، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الفئوية والطبقية والطائفية والقبلية والانتخابات الفرعية والرشاوى وشراء الضمائر والذمم· كذلك التوزيع الحالي للدوائر هو السبب الرئيس في تراجع وإضعاف البلد وترسيخ التشوهات المنفرة والطاردة لإحلال المجتمع الحداثي المتطور الرافض للعصبيات والفتن بجميع أشكالها وألوانها التي تظهر على السطح للأسف بين الحين والآخر، إن الحل الأنجع والأمثل هو الإسراع في تقليص الدوائر الانتخابية حفاظا على نسيجنا المحلي·
عندما نطالب ونصر في أكثر من مرة ومقال حول موضوع تقليص الدوائر، فإننا نعي جيدا مدى أهمية وضرورة هذا الأمر، ولذلك نطالب كل الزملاء الكتاب والأحرار في مجتمعنا، بالتفاعل والدفع نحو إحقاق هذا الحلم والأمل، والذي بدوره سوف يحقق ويشكل ضغطا كبيرا على بؤر ونقاط الفساد والتسيب المستشرية في وطننا الغالي·
النواب المتوشحون برداء الدين وكذلك النواب من أشباه المستقلين، اليوم أكثر مما مضى مطالبون بالوقوف خلف مشروع تعديل الدوائر، وحتى لو كان ذلك على حساب مصالحهم الشخصية والفئوية، ونقول لهم ومن يؤيدهم بكل صراحة: لقد بلغ السيل الزبى، ألا يكفي ما حصدتموه من خيرات الوطن من جراء نظام الدوائر الحالي؟ منذ أشهر وأنتم تدغدغون وتلعبون بمشاعر المواطنين حول إسقاط القروض، وتدخلون في مهاترات مستميتة وردح سقيم حول هذا الموضوع، ونحن نعلم الهدف من إلحاحكم لإنجازه، لأنكم براغماتيون لا مبدئيون، والدليل حينما يطالبكم الأحرار بالحزم والجدية حول موضوع تعديل الدوائر، للأسف نجدكم تتملصون وتضعون العراقيل والحجج الواهية من أجل إفشال هذا المشروع المصيري للشعب الكويتي وللأجيال القادمة· نأمل من حكومتنا الموقرة، أن تنهي الحسم في هذا الموضوع الحيوي بتقليص الدوائر بالتعاون مع مجلس الأمة بعد العيد مباشرة كما وعدت بذلك، لأننا ندرك جيدا بأنها أفضل عيدية تقدم لأهل الكويت قاطبة·
النظام المتسربل برداء الدين
النظام المتسربل برداء الدين حينما يخرج رئيسه، بذلك التصريح العضلاتي "الفشوشي" (بمحو) الكيان الصهيوني من على خارطة المنطقة العربية، ترى ما المصلحة في طرحه لمثل ذلك التصريح في ظل الظروف المتوقدة في عالمنا العربي والإسلامي الواهن والمنكوس والمنهوب من قبل تلك الأطراف الشعاراتية الفارغة؟ نتمنى في القريب العاجل أن تحل المعضلة الفلسطينية بشكل عادل وحاسم بما يحفظ حقوق الأشقاء، حتى لا يتبقى للأنظمة الظلامية تجارة أخرى يزايدون عليها أو يضحكون بها على ذقون المغفلين·
freedom@taleea.com |
