في خطوة تهدف لاستكمال تهويد المدينة المقدسة، صادقت الحكومة الإسرائيلية في 10/7/2005م على مسار جدار الفصل في محيط مدينة القدس، الأمر الذي سيؤدي إلى عزل 55 ألف فلسطيني عن مدينتهم، وإبعاد 3655 طالبا عن مدارسهم التي تقع على الطرف الثاني من الجدار ويتوقع أن يتم الانتهاء من بنائه خلال الأشهر القادمة·
وهذا الجدار، يأتي ضمن مخطط استراتيجي يسعى لضم الكتل الاستيطانية المعروفة باسم (غوش قطيف) لمدينة القدس ويعتبر إحدى أهم الوسائل التي تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ خطة (القدس الكبرى العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل) التي وضعها (أرييل شارون) في عام 1987م عندما كان وزيرا للبنى التحتية ومن أهداف الخطة السعي الى جلب مليون يهودي للاستيطان في القدس ومحيطها·
وهذا المخطط الاستيطاني، يعني القضاء نهائيا على أي فرصة حقيقية للتوصل لتسوية سياسية في المستقبل، ويفقد الدولة الفلسطينية المتوقعة أحد أهم مقومات الدولة وهو التواصل الإقليمي بين أجزائها، بالإضافة الى ذلك، فإن هذا المخطط حول مدينة القدس الشريفة يعتبر خطوات استباقية لتقرير وضع المدينة المقدسة ولجعل الوضع أمرا واقعيا في أي مفاوضات مستقبلية مما يعني بصورة أكثر وضوحا ضياع القدس من أيدي العرب والمسلمين في مخالفة واضحة للقوانين الدولية التي تعتبر المدينة أرضا محتلة وتطالب الإسرائيليين بالانسحاب منها من دون أي شروط·
خلاصة الحديث: إن التمادي الإسرائيلي بخصوص المدينة المقدسة لم يبلغ ذروته إلا بعد قبول قادة منظمة التحرير الفلسطينية بالجلوس الى طاولة المفاوضات المذلة، وقبولهم بمبدأ التنازل عن %78 من أرض فلسطين التاريخية، بل اختزال حقوقهم المشروعة والموثقة بحزمة قرارات دولية في "خريطة طريق" أمريكية تهبهم فتات الحقوق·
فهل يقتنع أصحاب منهج السلام والواقعية بأن لا سلام مع الصهاينة المغتصبين؟!
abdullah.m@taleea.com |