نعيش هذه الأيام واقعاً وأحداثاً مرة وحزينة بسبب عمليات الإرهاب المتتالية، وعلى الرغم من من كثرة ووفرة ما كتب وما قيل عن الإرهاب فلا يمكن لنا أن نحدد تعريفاً اصطلاحياً للإرهاب تجمع عليه الآراء إجمالا ولكن هذا لا يمنع من تحديد تعريف مبدئى لمضمون الإرهاب وفي الوقت نفسه فهو لا يعني القضاء على كل الالتباسات المحتملة وحصرها بل نشير الى إطار عام ذي عناصر متعددة باعتبارها هي الأكثر انتشارا اليوم، كما أنها تشكل مرتكزات متكاملة مع بعضها وهذه العناصر تلقي بظلالها على التعريف بحيث يفهم على أنه: "استخدام القوة  بطريقة مخالفة للقانون السائد لتحقيق غرض سياسي" وفي ظل هكذا وضع ومن الضروري إيجاد إطار عام يسمح لنا أن نتحرك فيه جميعا على أرضية ثابتة تمكننا من مجابهة هذا الخطر الداهم وهذا أقصى ما نتطلع إليه، ويتنوع الإرهاب بصوره وأشكاله، فهناك إرهاب إعلامي وإرهاب عقائدي وإرهاب فكري وإرهاب استبدادي دولي، ونحن ندرك أن الحديث عن قضية الإرهاب لن يصل عبر مقال أو بعض مقالات أو عبر ندوات أو مؤتمرات الى نتيجة حاسمة قاطعة بطبيعة الحال فمثل هذه القضايا تحتاج الى البحث والعلاج على مختلف المستويات مع أخذ مختلف وجهات النظر بصورة متجددة ومتواصلة لتكون النتائج حصيلة تفاعل حي ومن ثم ذات فعالية مؤثرة بنسبة معقولة ومرضية حيث يتعين دراسة كل حالة على حد سواء للخروج بالنتائج الناجعة·

* قسم العلوم السياسية - جامعة الكويت