مرة أخرى تصاب مدينة الضباب ودون مقدمات تتلقى في ظرف أيام معدودة ضربات تخريبية زعزعت أمن واستقرار المدينة التي تعتبر الملاذ الآمن لسكانها، وعصب الحياة الاقتصادية والسياسية للملكة المتحدة فلا تكاد تغفو على ضلال التفجيرات السابقة حتى صحت على كارثة أخرى، استهدفت شبكة المواصلات فيها· لندن عاصمة تحط فها كل دقيقة طائرة· فهي مدينة مكتظة بالسكان والزوار والسياح، أي أنها مدينة ذات كثافة عالية لذلك أي خلل بها يؤثر على شريحة واسعة من السكان بشكل خاص وبريطانيا بشكل عام، بمعنى أن استهدافها يكون له وقع الكارثة الحقيقية على المتلقين لهذه الضربات التي من الممكن أن نستنتج منها عددا من الملاحظات الأولية من منفذي هذا العمل التخريبي وحتى ما آلت اليه الأمور·
أولى هذه الاستنتاجات أن هناك من ينوي بالفعل ضرب بريطانيا في العمق ربما نتيجة سياساتها الخارجية وخصوصا في الشرق الأوسط، كما حذرت أصوات من داخل بريطانيا معارضة أشد المعارضة لسياسة رئىس الحكومة، وما هي إلا دفع ضريبة الإسناد والمجازفة التي تستحق المغامرة مع الدولة العظمى حيث إن هذه إحدى السلبيات المقدمة لبريطانيا نتيجة الزواج بين السياستين بالتحديد في شؤون الشرق الأوسط على اعتبار أن منفذي الهجوم لم يأتوا من كوبا أو تشيلي وإنما أتوا من الشرق الأوسط الكبير والمفارقة هنا أن العاصمتين الاقتصاديتين في كلا البلدين تعرضت لضربات قوية وأيضا لمعارضة سياستها في المنطقة·
والاستنتاج الآخر أن هذه الضربات وجهت لشعب مباشرة عن طريق، محطات القطارات وخصوصا في هذا الوقت بالتحديد أيام العمل الرسمي في الدولة أي أن المواطن البريطاني هو المستهدف بهذه الضربات ولم تكن منشآت أو ثكنات حربية حكومية، المراد منها تشكيل ضغط أمني وإشغال حكومة بلير في الداخل بمعضلة الأمن· والاستنتاج الأخير أن هذه العاصمة لم تعد ملاذا لطالبي اللجوء السياسي والبحث عن فرص العمل نظرا للإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية ضد من تعتقد أنهم يشكلون خطرا على أمنها، أي لهجة الحدة والشعور بالبغض مع طالبي اللجوء من منطلق معارضة دينية أو سياسية أو حتى اقتصادية في بلدانهم الأصلية وخصوصا العرب منهم لذلك ما يستوجب فعله من الحكومات العربية هو شجب واستنكار مثل هذه الممارسات التي تحدث في بريطانيا من باب إنساني أولا وثانيا أن الإسلام والعرب ليسوا كلهم إرهابا وانتقاما وإنما نحن شعوب نقدر ونحترم الحضارات الأخرى ولكن لكل فعل ردة فعل·
obo_mansoor76@hotmail.com |