أصدرت مجموعة من الإسرائيليين المعادين للصهيونية المقيمين في بريطانيا دليلا خاصا بالسجون والمعتقلات ومراكز التعذيب في إسرائيل حيث عرض الحقائق بطريقة علمية تستند الى الأدلة الدامغة والشهادات الموثقة·
ويقدم الدليل وصفا دقيقا للمعتقلات والسجون ولكنه يدعو كل شخص أوروبي يريد الاطلاع عن كثب على حقيقة هذه السجون أن يذهب لإسرائيل ويخرج في مظاهرة ويندد بسياسات حكومة شارون ليجد نفسه قابعا في أحد مراكز الرعب والتعذيب هذه·
ويقول المؤلفون: (مثلما أراد النازيون في ألمانيا إزالة الوجود اليهودي في أوروبا، يريد الصهاينة تصفية الفلسطينيين· لم يبدأ النازيون اضطهادهم لليهود بتشغيل غرف الغاز، بل بإعلان أن اليهود أشخاص أدنى مرتبة من البشر وغير مرغوب فيهم· وهو عين ما فعله الإسرائيليون، إذ لم يعلنوا رسميا أن الفلسطينيين أدنى مرتبة من البشر، لكنهم يعاملونهم بتلك الطريقة· وحين تعامل أي مجموعة من البشر باعتبارهم أحط من البشر فلن تكون جريمة كبيرة أن تقتلهم أو تضربهم أو تحرق مساجدهم)·
ويخصص الدليل جزءا مهما ليبين الممارسات الإرهابية التي تمارس بحق 8800 أسير ومعتقل فلسطيني في عشرات السجون، التي تندرج من المنع من النوم الى الاغتصاب والقتل البطيء· حيث يقول أحد السجناء في شهادة موثقة: (أدخلوني الى غرفة جدرانها سوداء وفيها جرذان وصراصير وأصوات موسيقا صاخبة وصرخات جنود وقهقهاتهم· الغرفة لم تتسع لي بشكل مريح ولم استحم خلال شهر ونصف الشهر لعدم توفر المياه من جهة ولعدم توفر المكان المخصص لذلك من جهة أخرى، وكانت الغرفة مليئة بمياه الصرف الصحي وتنبعث منها رائحة كريهة لا يمكن تحملها)·
وفي الأسبوع المقبل، سنخصص مقالنا لمعتقل الرعب الأكبر والذي يطلق عليه اسم (المنشأة 1391) والذي يمثل ذروة الإرهاب الدولي المخالف للقوانين الإنسانية والدولية·
abdullah.m@taleea.com |