نشرت الصحف المحلية خبرا مفاده أن فتاة في مقتبل العمر دخلت فجرا أحد المساجد، وحاول الإمام الوافد إخراجها بالكلمات الطيبة وحسن المعاملة، إلا أنها رفضت فاتصل بالمخفر، وجاء مسؤولو المخفر وتكرر رفضها، ولم يستطيعوا إخراجها بالقوة نظرا لأنها أنثى، وفعلها المسؤول الكبير في المخفر، وتم تحويلها لمستشفى الطب النفسي، وعثر في سيارتها على حبوب وحقن خاصة بآفة المخدرات! ولا نلوم هذه الفتاة الصغيرة، فهي ثمرة مرة المذاق نتجت عن التفكك الأسري والضياع الروحي والفراغ العاطفي! والأهم غياب التوعية الإعلامية والمدرسية، فلو وجدت هذه الصغيرة أفئدة تمنحها الحب وترويها الحنان، وعقولا تصغى لمشاكلها، وهي في فترة المراهقة وفي عصر العولمة، حيث تحيط بها الوحوش البشرية والذئاب التكنولوجية تغريها للاندماج معها وإرواء ظمئها منها لما انجرفت مع هذه التيارات القاسية، وواجهت هذه النهاية الحزينة!
إن انشغال أولياء الأمور بأمور الدنيا ولهفتهم لملء الجيوب بالحلال والحرام، وعدم معرفتهم باحتياجات فلذات أكبادهم النفسية والعاطفية، هي أمور تدفع هذه النفوس الغضة نحو الغرق في بحر المفاسد، والدولة هي حكومة "فزعات" وليست حكومة "تخطيط"، فأين وزارة الإعلام، وأين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وأين الهيئة العامة للشباب والرياضة، وأين مجلسنا الموقر، وأين جمعيات النفع العام من توجيه أولياء أمور الناشئة نحو الخير والإصلاح؟
إن أبناء وبنات الكويت وجيلنا القادم يهرب من الواقع المر، نحو الخيال الجميل، يحلم بكويت تعمل وتنجز وتحافظ على المال العام، وتلتزم ببنود الدستور·
إن هذا الواقع الذي تعيشه هذه النفوس الصغيرة، يصيبها بالثورة والإحباط، فالسرقات والاختلاسات لم تعد في مجتمعنا حراما ولا عيبا، فنوابنا يتنافسون للدفاع عن هؤلاء "الحرامية"!
والكل يلهث وراء المال العام والذي يطلق عليه حاليا مسمى "المال المباح"، لذا فإن هذه الصغيرة ومثيلاتها هن ضحايا لما يحصل بين حكومتنا ومجلسنا اللذين يبذلان الجهد والوقت في مهاترات وصفقات سياسية ومتجاهلين بناء الأنفس وإعمارها، فأين الإصلاح وأبناء الكويت يبتلعهم مستنقع المخدرات وتجرفهم تيارات إرهابية نحو المجهول؟! اصحوا يا نايمين!!
bshm7000@yahoo.com |