رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 محرم 1426هـ - 23 فبراير 2005
العدد 1666

الحريري الإنسان
المحامي نايف بدر العتيبي
nayefo@hotmail.com

عند الكتابة عن شخصية كالرئيس رفيق الحريري عليك أن تنظر إلى جانب واحد من شخصيته خصوصا إذا كانت شخصية المرحوم تتميز بالتنوع والتفوق في عدة مجالات، فهو سياسي واقتصادي وتربوي وإنساني فعليك أن تنظر إلى الجانب التربوي والإنساني من شخصيته أما شخصيته السياسية فإنك قد تختلف معه أحيانا وتقف معه في أحيان أخرى لكنه على المستوى السياسي لا يقارن مع ما يمتلكه من موروث إنساني وتربوي ولقد استطاع المرحوم توظيف هذه المميزات مع بعضها لتشكل خليطا متكاملا في تفوقه السياسي خلال المرحلة السابقة ما بين عام 1992 حتى تاريخ مقتله·

الحريري امتلك المال وحقق النجاح ولم يرثه واستفاد من الفرصة التي تحققت له وعمل بجد وصدق واكتسب ثقة المتعاملين في المملكة العربية السعودية وحقق التفوق والانتشار وخلق شبكة علاقات كبيرة استفاد منها وأفاد غيره وأصبح اسما لامعا في مجال المال والأعمال في العالم العربي دون أن يمتلك أدواته لكنها المثابرة والأمل والعمل والصبر والصدق واقتناص الفرص·

عندما ننتقد المرحوم الحريري في أعماله السياسية وطريقة تفكيره وقراراته السياسية التي تنعكس على واقع الإنسان اللبناني ومعيشته وكيان الوطن فهذا لا يعني أن نتنكر لكل أعماله الأخرى، والسياسة هي فن الممكن والواقع يحتم على السياسي في أحيان كثيرة اتخاذ قرارات غير شعبية لكنها لازمة·

أما لماذا تدافع اللبنانيون من جميع النواحي والاتجاهات والديانات والمذاهب والطوائف الى تشييع جنازته وإلى تعزية عائلته والبكاء على فقدانه، فالجواب بسيط، لأن الحريري الإنسان تفوق على الحريري السياسي وصاحب رأس المال، فهو قد قدم المال والمساعدة من أجل كل اللبنانيين وهو الذي استثمر ماله في بناء لبنان وهو الذي بنى المستشفيات والمدارس والمعاهد والجامعات والجوامع وساعد الكنائس وقدم المال للمحتاجين والمساكين والأيتام، فهو لو أراد زيادة أمواله لأمكنه ذلك في بلد غير لبنان غير المستقر والذي يشكل الاستثمار فيه مخاطرة كبيرة·

لقد كان يعيب عليه منافسوه من السياسيين اللبنانيين امتلاكه المال ويعتبرونه يشتري الولاءات والأصوات عبر دفع المال واختلاط المال بالسياسية وكانوا يعتبرون - حسب اعتقادهم - أن هذه المقولة ستصيبه في مقتل وتؤثر على شعبيته وبداية لانتكاسته وتناسوا ماضيهم وأن الحريري لم تتلطخ يداه في الدم اللبناني!·

بعض من الفقراء وبعض من الأغنياء لا يملكون الأخلاق ولديهم استعداد لعمل أي شيء من أجل الحصول على المال ولو بطرق غير مشروعة، فالغنى والفقر ليسا دليلاً على نبل الأخلاق وسمو الأهداف ونظافة الكف والوطنية، إذاً علينا أن نميز ونتعظ ونفهم أن الإنسان يقدر ويحترم بحسب اعتقاده وأفكاره ومبادئه الإنسانية ومساهماته وتضحياته الوطنية سواءا كان فقيرا أو غنيا فالشخصية المعطاءة المحبة الداعمة للوطن والمواطن هي الأساس·

أقول هذا عندما أرى بعضا من الأغنياء الذين يمتلكون أضعاف ما يمتلكه الحريري من أموال ولكنهم لم يقدموا فلسا واحدا لمواطنيهم ولوطنهم ولم يساهموا في ابتعاث نخبة من أبناء وطنهم للتعلم في الخارج ولم يساعدوا مواطنا تضرر من تهدم منزله وما أكثر الأغنياء ولكنهم بخلاء يموتون دون أن يتذكرهم أحد ويتركون ثروتهم ليختلف مَنْ بعدهم على كيفية توزيعها وتصل قضاياهم للمحاكم، لكن المرحوم الحريري ترك المدارس المفتوحة والمعاهد والجامعات والمؤسسات الإنسانية التي تقدم الدعم والعون للمواطن اللبناني· من يشتر الأصوات الانتخابية فإنه يتوقف بعد انتهاء الحدث فإن وصل اكتفى وكرر العمل قبيل المشروع القادم وإن لم يوقف تنكر لجميع من عمل معه، وهذا مالم يفعله الحريري فقد أقام مشروعات مستمرة على مدى السنين سواء وصل للسلطة أم لم يصل فمؤسساته تعمل وتتصل بالمواطن اللبناني وتقدم الدعم والعون من مال الحريري الخاص وليس من مال الدولة، هذا كله الذي جعل الحريري زعيما ورئىسا بكاه اللبنانيون على جميع طوائفهم وشرائحهم وتعددهم ودقت أجراس الكنائس حزنا على فقده وخيم الحزن على لبنان، فالحريري الإنسان انتصر ويستحق التقدير والاحترام، أما الحريري السياسي فيمكن أن نختلف معه وننتقده، لكن هل لدى لبنان حريري آخر؟!

nayef@taleea.com

�����
   

في جذور التفكير الإرهابي
هذا كافر.. وهذا مشرك.. إلخ:
أحمد حسين
تغيير الأنظمة العربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
التطبيق.. لا النظرية:
سعاد المعجل
تبا لتلك الأيادي الآثمة:
محمد بو شهري
تبا لتلك الأيادي الآثمة:
محمد بو شهري
الحريري الإنسان:
المحامي نايف بدر العتيبي
الدعم والزعم:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الحريري وقيمة الدم العربي:
مسعود راشد العميري
الديمقراطية والعرب!:
عامر ذياب التميمي
التميمي وتاريخ الناس في الخليج العربي(1):
د. محمد حسين اليوسفي
شهادة جندي(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
السيناريوهات الثلاثة لغزو إيران:
موسى داؤود
كلام الصمت:
مبارك صالح النجادي
ثوابت ملزم النائب بها:
عبدالخالق ملا جمعة
الجماعات المتأسلمة والإرهاب:
يوسف مبارك المباركي
ظاهرة الموظفين بالوكالة:
عبدالحميد علي
الإرهاب وصناعة "المجانين"!:
رضي السماك