رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 مارس 2007
العدد 1765

حديث الدواوين
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا
خالد عيد العنزي*
al-malaas@yahoo.com

"من وعظ أخاه سراً فقد نصحه، ومن وعظه علانية فقد فضحه"

حكمة قديمة

 

-1-

ماذا قال الأمير؟

 

أثارت تصريحات الأمير طلال بن عبد العزيز حول الديمقراطية الكويتية ردود فعل متباينة بين المهتمين بالشأن العام الذين صدموا بجرعة الصراحة الزائدة فيها، فاعتبرها البعض تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الكويتية، في حين قرأها آخرون على أنها قراءة عقلانية وتقييم موضوعي للممارسة الديمقراطية الكويتية التي انحرفت عن المسار الطبيعي ليستخدمها بعض العاملين بالشأن العام بشكل أثر سلباً على الكويت في مختلف النواحي·

لا بد قبل الدخول في موضوع كلام الأمير طلال من أن نورد ما قاله الرجل، كي تتضح الصورة ويعرف القارئ عما تكلم بعض الإخوة الكتاب وما نقوله·

لدى وصوله الكويت صرح الأمير طلال بأن الحكماء من أهل الكويت مطالبون بالوقوف إلى جانب سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الحكومة من أجل تخطي المعوقات التي تعترض المسيرة الديمقراطية لتعود إلى ما كانت عليه، رائدة في محيطها، وتساءل الأمير طلال: أنتم لديكم رجال حكماء فأين هم؟

وأضاف لقد استبشرت دول المنطقة خيراً عندما ظهرت الديمقراطية الكويتية في سنواتها الأولى، ولكن كمحب وكمخلص للكويت مثلما أنا مخلص لأي بلد خليجي فالمطلوب إعادة النظر في هذه المسيرة وفي الآليات وليس في الجوهر نفسه·

وقال الأمير طلال: أي بلد خليجي يقولون لي اصح لن نعمل بديمقراطية الكويت، أنتم أنشأتم الديمقراطية في أوائل الستينات فاستبشرت دول المنطقة بل الدول العربية بهذه الخطوة الرائدة، مضيفاً - وهنا زبدة الكلام - "لكن الآن وبكل صراحة أدعوكم كمحب إلى إعادة النظر في هذه المسيرة"·

 

-2-

ديمقراطيتنا وكلام الأمير طلال

 

لا أحد يشك في كون الأمير طلال خير محب ومخلص للكويت وشعبها كما هو محب ومخلص لبلاده السعودية ولكل البلاد العربية، وذلك انطلاقاً من قناعاته ومبادئه التي ظهرت مبكرة ومتزامنة مع ظهور التجربة الديمقراطية الكويتية، فتاريخ الرجل خير شاهد على فكره وصدق ممارسته ومصداقيته وانفتاحه وصراحته التي تناول بها بلاده قبل أن يسدي النصح لسواها·

لا مصلحة للأمير في الكويت سوى الحرص عليها، فمشروعه الأوحد في الكويت هو الجامعة العربية المفتوحة وهي استثمار في الإنسان والتعليم والفكر والثقافة، وهو استثمار غير مربح اقتصادياً، لكنه أكثر إيجابية من أي مشروع اقتصادي واستثماري بالنسبة للكويت أكثر منه لصاحبه·

إن دعوة الأمير طلال لإعادة النظر في المسيرة الديمقراطية الكويتية وآلياتها يستلزم منا بعض الدقة، فالرجل قال وأكد أن إعادة النظر يجب أن تشمل الآليات وليس الجوهر، وهي دعوة محقة وواجبة التنفيذ وكم تمنينا لو أنها صدرت عن قياديي الكتل والقوى السياسية لنرى هل كانت ستثير كل هذه الضجة، ومعلوم أن الكلام يكتسب نصف قيمته ممن يقوله!

 

-3-

المجلس والحكومة وقواعد اللعبة

 

لا شك في أن البعض قد تطرف في استخدام ديمقراطيتنا ومارسها بسلبية، فاستغلت الآليات الديمقراطية وحرفت المسيرة عن هدفها الحقيقي والجوهري في تحقيق التقدم والارتقاء ببنى الدولة والمجتمع وصولاً للأفضل للبلاد والعباد·

فقد أصبح بيت الأمة مكاناً للمساومات ولتصفية الحسابات بين السياسيين، وأضحت الآليات الدستورية كالاستجواب وسواه وسائل للابتزاز والانتقام السياسي ولتعطيل الإصلاح ومكافحة الفساد بدعوى الإصلاح، لينطبق على السلطتين التشريعية والتنفيذية المثل بأن كلاً يغني على ليلاه!

فالنواب كل منهم "فاتح على حسابه"، ومصداقية ممثلي الأمة في الممارسة النيابية مشكوك ببعضها، أما العلاقة بين الحكومة والمجلس فأصبحت محكومة بالتأزيم والكيدية أحياناً وبالتوافقية أحياناً أخرى وكل ذلك على قاعدة لعبة القط والفار وليس التعاون والتنسيق كما يفترض!

وبدلاً من أن يكون المجلس رقيباً وحسيباً على الحكومة وممارستها أصبح شريكاً في تلك الأعمال التي كان عليه تقويمها وتصويبها، فتحول بفضل ممارسات بعض أعضائه إلى جزء من اللعبة ليقصر في أداء دوره الأهم وهو الجانب التشريعي والقانوني في العمل النيابي·

أما الحكومة فغدت أقصى أمانيها أن تفلت من مكايدات بعض النواب والكتل واستصيادهم لأخطائها وتجسيمها وتضخيمها استجوابات وأسئلة برلمانية·

فدخلت الحكومة بعدما دخل المجلس في اللعبة ذاتها، ليصبحوا أسرى لتلك الممارسة الشاذة وفق قواعد اللعبة التي تراكمت بالأخطاء المتبادلة والتأزيم المزمن إن لم نقل الدائم!

 

- 4 -

ما العمل؟

 

نحن على أبواب تشكيلة حكومية جديدة، وهنا تكمن أهمية وحساسية كلام الأمير طلال، وإيجابيته أيضاً، فذكر الأمير طلال على أمل أن تنفع الذكرى بنصيحته الصريحة التي لم يعتدها البعض·

فالمطلوب من سمو رئيس الوزراء أن يشكل فريقه الحكومي اعتماداً على مبدأ الكفاءة وليس الولاء والمحاصصة، وأن يتحرر من ابتزاز بعض التيارات والكتل وأن يتخلص من التقليد الذي فرضه الإيقاع السلبي في العمل السياسي وحسابات النسب في مجلس الأمة، فلا يخضع لابتزاز البعض وتدخلهم في فرض أسماء على التشكيلة الجديدة بشكل أو بآخر ضمن لعبة التوازنات السياسية في مجلس الأمة·

فحرية سمو رئيس الحكومة في تشكيل حكومته يجب أن تكون مطلقة ليكون هو المسؤول أدبياً وسياسياً عن الفريق الذي اختاره بمطلق الحرية في تقصيره وأخطائه·

كما أن المجلس مطالب في هذه المرحلة بإعطاء الحكومة الوليدة عند تشكيلها فرصة فترة سماح لتستطيع "شم نفسها" وتنفيذ برنامجها ومن ثم محاسبتها عليه، وعلى المجلس أيضاً أن يتفرغ خلال فترة السماح هذه لإنجاز مشاريع القوانين النائمة في الأدراج والمعطلة بفضل الإجازات المتتابعة والتأزيم المتواصل والاستجوابات التي تشل المجلس كما تشل الفريق الحكومي·

هذا غيض من فيض ما يجب علينا عمله إن أردنا أن نستمع لنصيحة الأمير طلال التي كان سيقولها أي محب ومخلص للكويت وشعبها من الأصدقاء لو سئل عن تقييمه لتجربتنا ونصيحته لنا، وهو كلام مهم علينا قراءته بعقلانية وموضوعية وبافتراض حسن النية دائماً وهو ما يحرك الأمير طلال وغيره من محبي الكويت·

 

دبابيس:

 

·  الكلام حول الحل الدستوري لمجلس الأمة مجرد أمان يحاول البعض الترويج لها، لكن البعض الآخر - وهم الأغلبية-  في المرصاد!

·   الحكومة القادمة يجب أن تكون خارج كل المقاييس لتكون حكومة مناسبة لهذه المرحلة الحساسة·

·  آخر خبر نشرته الصحف أن عسكرياً يوفر المخدرات لنزلاء السجن المركزي، ويقولون أوضاع السجناء مو زود؟!

·   سيارة تسير بسرعة 305 كم في الساعة، والله حرام اتقوا الله في أنفسكم وحياتكم وفي حياة الآخرين·

·   توعد الدكتور وليد الطبطبائي بمنع حفلات هلا فبراير العام المقبل لأنها خالفت الشرع، يعني الطبطبائي يبي 2008 من دون هلا فبراير أو من دون كلمة هلا أو من دون فبراير من الأساس ؟!

كاتب وصحافي كويتي

al_malaas@yahoo.com

�����
   
�������   ������ �����
لاءاتنا الثلاث..
لا إسقاط لقروضنا.. ولا تنازل عن ديوننا ولا ضرائب علينا!
حقيقة آخر أبريل..
بنانا التحتية "خرطي"... والغرقة قدرنا!
أبراج الكندري وبدعة الشطي.. وأشياء أخرى!
بذاءة إلكترونية أخلاقية وسياسية ..ولا مسؤولية!
أسماء ومحاصصة
..وإصلاح!
نوابنا والأخلاق..
الجريمة والعقاب!
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا
طوفتنا الهبيطة... نحن وأشقاءنا الأشقياء!
دواوين الظل ولوبيات الناخبين.. ونواب بوطقة!
دفاعاً عن نائبنا "الصعلوك"
مسلم واللئام.. ونحن وأربعينية صدام
كي لا ننسى حقوقنا..
قراءة كويتية على هامش إعدام صدام
وزراء "كيد" ونواب "دجة"
..واستجواب بالثلاثة!
كى لا ننسى... "سي سمعة".. تنقيح الدستور وتربيط العصاعص والجولات!
نحن والسيد وايت وخارطة السعادة
الكويتيون بين النصف الفارغ و "المليان"!
الإسلامويون "وشعبولا"
اليمن السعيد ومسرحية تنحي العقيد
قطر.. الجزيرة وشبه "الجزيرة" ودبلوماسية الاتجاه المعاكس
 

رهاب الاستجواب:
سليمان صالح الفهد
حكومات قصيرة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ثنائية العرب الخالدة:
سعاد المعجل
من شاب كويتي إلى صاحب السمو فقط:
على محمود خاجه
بلطجة أم تخريب؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
رسالة إلى إرهابي:
علي عبيد
الأدوار الجديدة.. من الداخل:
الدكتور محمد سلمان العبودي
أخطاء طبية قاتلة:
المحامي نايف بدر العتيبي
سمو رئيس الوزراء والحكومة المنتظرة:
المهندس محمد فهد الظفيري
وماذا عن الحقوق الفلسطينية؟!:
عبدالله عيسى الموسوي
الى الأمير طلال بن عبدالعزيز مع التحية:
د. عمران محمد القراشي
نصيحة الأمير طلال... وديمقراطيتنا:
خالد عيد العنزي*
الدافعية للتعلم:
د· منى البحر