الاسم: علي دلي العنزي
العمر: 28 عاما·
الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه بنتان وولد في عمر الورود·
ذهب علي قبل فترة قصيرة لأحد الأطباء المتخصصين في عمليات (تحزيم المعدة) لمعاينته ومن ثم إجراء العملية إذا كانت حالته وظروفه الصحية تستدعي ذلك والدكتور وزير سابق، ومع أن المغفور له بإذن الله لم يكن بدينا بشكل يتطلب التدخل الطبي السريع بل كان ممتلئاً قليلا ولا يحتاج أصلا لإجراء مثل هذه العملية ولكنه القدر الذي أوصله لنهاية حياته بهذه الصورة المأساوية·
تم إجراء العملية في مستشفى خاص تحت إشرافهم ومراقبتهم الكاملة على أيدي الدكتور المتخصص، وبعد الانتهاء من إجراء العملية تعرضت حالة المريض لانتكاسة خطيرة فلقد تعرض لفشل كلوي وتوقف الكبد عن العمل وكذلك هبوط في الجهاز التنفسي وبشكل تام وهبوط في أجهزة ووظائف الجسم!
وبعد ذلك كله تم نقله إلى مستشفى مبارك وتوفاه الله هناك·
ترك علي أما تبكي ليل نهار على فراق عزيزها وهو في مقتبل العمر وزوجته حزينة يائسة، مفجوعة بمصابها وترك أولاداً صغاراً لا يعلمون شيئا عن مصير والدهم بحكم صغر سنهم ولكنهم سيعلمون في وقت قادم وسيزداد حزنهم وأساهم، ترك إخوانه وأخواته وأقاربه وأحبابه ولسان حالهم يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، يريدون إجابات عن أسئلة كثيرة، لا يعترضون على مشيئة وأمر الله سبحانه وتعالى بل يؤكدون على أنهم لا يريدون أن يتعرض المواطنون والمقيمون لمثل هذه الأخطاء الطبية القاتلة والإهمال الذي يعرض حياة الناس للخطر، يريدون الوضوح والحقيقة كاملة وعدم التكتيم على حالة فقيدهم، يريدون أشياء كثيرة لم يتحقق منها شيء، أين المسؤولية عن القطاع الصحي من هذا الحادث الأليم؟ ما هو دور نواب الأمة في كشف ملابسات هذه القضية ومحاسبة المتسبب؟ وأخيرا أين دور الصحافة في تبيان الحقيقة؟
قد يقول قائل إن الأخطاء الطبية قد تحدث وكل عمل لابد أن يصاحبه أخطاء وهذا صحيح، ولكن حياة الأشخاص ليست عملا بهذه السهولة كما الأعمال والمهن الأخرى!
فحياة الإنسان أغلى ما في الوجود ولها قدسيتها وكرامتها والعبث بحياة الناس تحت ذريعة أخطاء طبية قد تحدث كلاماً خطيراً وغير مسؤول، لا يمكن تقديره ولا تصديقه ولا الوقوف بجانب من يطرحه، إذا لم يصاحبه القدر الكافي والاهتمام الوافي والانتباه والحذر والرعاية الطبية الفائقة والفحص الشامل لحالة المريض وتقدير نسبة النجاح والفشل والإلمام الكامل والدراية بمشاكل المريض الصحية السابقة على إجراء العملية والتريث والوضوح في إعطاء المعلومات عن كل حالة مرضية تتطلب إجراء هكذا عمليات والحرص واليقظة والفطنة وتغليب مصلحة الحالة على المصالح الشخصية والمادية للطبيب·
أهل علي وأقاربه وأصدقاؤه يريدون سماع الحقيقة، فعلي رحمه الله لم يجر عملية قلب أو زراعة كلى أو زراعة كبد أو أصيب بالمرض الخبيث حتى يقتنع ذووه بهذه النهاية، فلقد أجرى رحمه الله عملية يعتقد أنها سهلة بسيطة ليس لها مضاعفات، فإن كانت غير ذلك وتم إبلاغه بمخاطرها ومضاعفاتها فإنه قطعا لن يجريها، فقليل من التمارين الرياضية والإقلال من الأكل سيفي بالغرض ولكن الإهمال وعدم تقدير المسؤولية وغياب الرقابة والعبث بأرواح الناس قد يكون سببا·
رحمة الله على "علي" وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون·
nayef0@hotmail.com |