بدأت الحكومة تعي إمكانية وجود فكر متطرف، وباشرت في جلسات لمناقشة العلاج لهذا الاحتمال· لو نظر فقط لاحتمال وجود تشويه فكري، ليس في فهم الدين فقط، ولكن في الإيديولوجيات والمدارس السياسية والفلسفية منها، لكان لكل احتمال نظري يقابله واقع عملي·
التشويه الفكري في عالمنا العربي ينافس في قوته التشويه الخلقي، ولم يكن هذا التشويه الفكري من خلق الخالق عز وجل، ولكن من خلق هذا التشويه في الفكر من مناهج تعليمية وسياسات الدول، التي لا تعتمد في خطوطها على دراسات علمية لهذه الحالات، حيث تباشر بوضع الحد وليس الحل عند ظهور هذا النوع من المشاكل على سطح المجتمع·
في حال أجريت دراسات لفئات من المجتمع في وقت سابق، يتم استئصال هذا الورم السرطاني قبل انتشاره، وهذا النوع من الفحوصات والدراسات لا يعترف فيه مجتمعنا الكويتي أو العربي، ظنا منهم أنهم قادرون على احتواء المشاكل في حال تفاقمها، دون الرجوع إلى الأسباب التي أوجدتها وسارعت في نموها بين عقول أفراد المجتمع، كما أن الاجتهادات الفردية الفكرية لبعض الأشخاص بدأت بالسيطرة الكلية، حيث إن هذا الشخص لم يستطع أن يحتوي فكره في إطار حياته الشخصية، وبدأ يفرضها على الجموع البشرية، وهذا خلل في فهمه لحرية الرأي والتعبير، حيث إنه استخدم هذه الحرية في استعباد العقول وتحويل دوره الذي كان يلعبه في الحياة الشخصية إلى دور يلعبه في إدارة المجتمع بأكمله·
كما أود توضيح أن الخلل لم يكن في العقيدة أو العلوم، فليس هناك ما يشين لها ولوجودها، ولكن الخلل فيمن أفقدها جوهرها وهم المجاهدون في حقل العلوم البشرية، الذين أدخلوا فلسفاتهم الشخصية في مفاهيم علمية، لكي تدار الحياة من قبل هذا التركيب العقائدي أو العلمي· والفلسفات الشخصية عندما شرع باب الجهاد في العلوم، شرع لخير هذه الأمم، ولم يشرع لتسفيه الفكر البشري، وسفك أنفس بشرية تعود روحها ملكا للخالق وحده جل جلاله كان تمادي هؤلاء المجتهدين اسما والمنافقين فعلا نتيجة للتهاون من قبل الحكومات فيما يخلفه وجود فكر إنساني مختل واحد فيكفي أن يكون هذا الشخص الواحد قادرا على تدوير العقول التي تساورها الشكوك في أعمال إرهابية·
الاجتهاد يعتمد في البحث في المواضيع وأصولها، والنظر لها من أكثر من جهة حتى إن صعب علينا فهمها، فلا يمكن تجاهل وجود الاختلاف، أو تجاهل مصدر هذا الاختلاف، الذي إن حصرنا أوجهه حصرنا فهما صحيحا عقلانيا ومنطقيا يمكن أن يثري العلوم والأديان فيما هو في صالح هذه الأمم·
قال واي سانق للإمبراطور تاي كونغ "استمع إلى كل أوجه الموضوع وسوف تعيش في النور، واستمع إلى جهة واحدة تعش في الظلام"·
Hear all sides and you" will be enlightened.Hear one side, and yoy will be
"in the dark
Wei Zhang to Empror Tai Cong, Tang Dynasty
alqahtani@taleea.com |